كشفت مصادر عسكرية يمنية مطلعة عن تراجع في الموقف الأمريكي إزاء التوصية بالإبقاء على قيادات عسكرية وأمنية بارزة مقربة من الرئيس السابق علي عبدالله صالح في مناصبها القائمة، لاعتبارات تتعلق بدواعي مكافحة الإرهاب وتنظيم القاعدة في البلاد. فيما قتل ضابط أمن وأصيب جندي ظهر أمس بعد أن قام مجهولون يستقلون دراجة نارية بإطلاق الرصاص على السيارة التي كانا يستقلانها في منطقة عسم بمحافظة إب الواقعه جنوب العاصمة صنعاء في تكرار لمسلسل استهداف ضباط الأمن التي راح ضحيتها العشرات منهم. وفي سياق متصل، لا تزال اليمن تعيش منذ خمسة أيام في ظلام دامس، جراء قيام مسلحين ينتمون لقبيلة «آل عياف» بالاعتداء على خطوط نقل الكهرباء ما أدى إلى خروج محطة مأرب الغازية عن الخدمة، احتجاجًا على إصدار محكمة يمنية حكمًا بالإعدام على أحد أبناء القبيلة على خلفية الاشتباه بانتمائه لتنظيم القاعدة. وقال المصدر في وزارة الكهرباء ل»المدينة» :إن فرقًا هندسية تتكون من أربع سيارات تابعة لوزارة الكهرباء مُنعت من الوصول إلى منطقة «آل عياف» بآل شبوان من قبل مسلحين، كما تعرضت مساء الخميس إلى إطلاق نار ما دفعها إلى التراجع. مضيفًا: «إن مسلحين قبليين في محافظة مأرب منعوا فرقًا هندسية من الوصول إلى أبراج نقل الكهرباء، التي تعرضت للتخريب الثلاثاء الماضي، من أجل إصلاحها وإعادتها إلى الخدمة». وأكد أن وزارة الكهرباء تواصلت مع وزارتي الداخلية والدفاع والأجهزة الأمنية في مأرب للمطالبة بسرعة تحريك قوة عسكرية لإيقاف «المخربين»، لكنها -بحسب المصدر- لم تلق تجاوبًا من الجهات العسكرية والأمنية. وأبدت الولاياتالمتحدة عبر سفيرها بصنعاء جيرالد فايرستاين تأييدها لأي قرارات رئاسية جديدة سيتخذها الرئيس عبدربه منصور هادي للتهيئة لعملية إعادة هيكلة الجيش، بما في ذلك إعادة تسوية الأوضاع الوظيفية للقيادات العسكرية والأمنية التي كانت واشنطن توصي بعدم استهدافها بقرارات إقصاءً أو تغييرا من مناصبها الحالية على رأس الوحدات العسكرية والأمنية المكلفة بمكافحة الإرهاب.