لم ينس المغردون وسط ركام المشكلات الواقعية والأحداث اليومية المتتالية التذكير بسير عظماء مروا على هذه الأمة وكانت لهم بصماتهم في فكرها؛ فقد أخذ المغردون يتداولون بعضًا من تراث الشاعر والفيلسوف الباكستاني (محمد إقبال)، فكتب المغرد عبدالله العبيد: «لعل محمد إقبال هو أبرز شخصية مسلمة معاصرة جمعت بين الشعر و الفلسفة». كما ذكّرت رائدة شريف ببيت الشعر الشهير «حديث الروح للأرواح يسري، وتدركه القلوب بلا عناءِ، هتفت به فطارَ بلا جناحٍ، وشق أنينه صدر الفضاءِ». وغرد ياسر الدوسري بعبارة لمحمد إقبال يقول فيها: «لا يوجد مادة كيميائية تحليلية للعقل مثل التعليم». أما المعرف «قطوف البلاغة» فكتب: «أعطني القوة لأقول: لا، وأعطني العقل لأعرف كيف أقولها، وأعطني الكفاية لأعرف متى أقولها». ومن عبارات إقبال التي أوردها عبدالرحمن الحمودي: «إنني لا أخاف من أعداء الإسلام .. بقدر ما أخاف على المسلمين من أنفسهم». وأورد الباحث محمد المختار الشنقيطي بيت الشعر الذي يقول فيه إقبال: «ما في مدارسك التي ترتادها // إلا بحوث مغفَّل وبليدِ // سرُّ الدراسة في فؤادك كامنٌ // لو كنت تحسن صرخة التوحيدِ» وكان إقبال من أكثر من انتقد المادية الغربية فقد قال منذ زمن -كما كتبت فاطمة آل زنان-: «القيم الروحية تعصم الإنسان من الوقوع في قبضة المادية وتبعده عن المصير الذي انحدر إليه العالم في العصر الحديث». وغرد فيصل المغني بعبارة إقبال «إن الدين من غير قوة مجرد فلسفة». أما مدحه للعرب وحبه لهم فقد قال فيهم ما أورده عبدالله الوهيبي: «أمةَ الصحراء ياشعبَ الخلودْ ** مَنْ سِواكم حل أغلال الورى؟ أيّ داعٍ قَبلَكم في ذا الوجود ** صاح: لا كسرى هنا لا قيصرا».