كما احتلّت إسرائيل الأراضي العربية، في كلٍّ من فلسطين ولبنان وسوريا، ها هي تصطاد أسمن وأشهى وأغلى سمكة من البحار التي تطلّ عليها هذه الدول!. والقصّة تعود إلى عام 2010م، مع اكتشاف إسرائيل لحقل غاز في البحر الأبيض المتوسط، قُبالة السواحل الفلسطينية المُغتصبة، وقريباً من السواحل اللبنانية والسورية والقبرصية، ويُقال أيضاً أنّ بعض مكامن الغاز تقع أيضاً قرب الساحل التركي، ثمّ تتابعت التفاصيل الفنية عن حجم الحقل الهائل، وعن اختزانه - مع التحفّظ - لمئات المليارات من الأمتار المكعبة من الغاز، وعن التصميم الإسرائيلي القوي للاستئثار به دون الدول الأخرى، حتى أعلنت أنه لن تتبخّر منه قطرة غاز واحدة من قبضتها، كما أسمت الحقل (ليفياثان) وهو اسم تلمودي مأخوذ من التوراة المحرّفة، ويعني الشيطان الذي يتطاير الشرر من عينيه، ويخرج من البحر ويبتلع كلّ المدن الواقعة على السواحل، بما فيها من البشر والشجر والحجر!. والأمر ليس فيلماً سينمائياً في هوليوود، بل حقيقة تسعى إسرائيل، علناً وسراً، لإقامة تحالف ليفياثاني شيطاني مع حلفائها الغربيين للاستفادة من الغاز على حساب أصحاب البحر الحقيقيين، كما استفادت سابقاً على حساب أصحاب الأرض الحقيقيين، مستغلّة في ذلك التعقيدات السياسية التي تحصل في الشرق الأوسط، والتي تؤجّجها هي بلا كلل، وانشغال أغلب دوله في نزاعات طائفية، لتتمكّن من رفع علم دولة إسرائيل العُظمى من النيل إلى الفرات، ومدّ نفوذها السياسي والعسكري والاقتصادي على المنطقة بأسرها، ومُتربّصةً لمُخلِّصها المزعوم الذي هو المسيخ الدجّال، بينما يغطّ جيرانُها المعنيّون في سُباتٍ عجيب، وبياتٍ عميق!. تويتر: T_algashgari @T_algashgari [email protected]