إنه حينما نتأمل فكرة الاحتفال باليوم الوطني، لما له من خاصية فريدة في قلوب المواطنين تميّزه عن سائر الأيام، ويوم يعني لهم الكثير، فلا نجد بأسًا بذلك بل هو الواجب، فيفرح المواطنون بيوم توحيد المملكة الذي كان نعمة على هذه البلاد، بفضل من الله ثم بفضل جهود المؤسس الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه. وفي كل عام نضع علامات الاستفهام حول طريقة ممارسة الاحتفال بهذا اليوم، فقبل حلول هذا اليوم ذي الذكرى الغالية علينا، تمتلئ الصحف ووسائل الإعلام كل بما يحاولون من خلاله توجيه الشباب للاحتفال بطريقة حضارية، والابتعاد عن المخالفات، ولكن للأسف لا بد وأن تظهر بعض منها في طريقة احتفالهم بهذا اليوم، وما هذا إلا مبرر يفيدنا بأن النصح والتوجيه لم يعد كافيًا لجعل الشباب أكثر التزامًا، ولإيقاف مسلسل الاحتفال العشوائي، ولنا فيما حصل يوم الأحد الماضي في الذكرى ال82 ليوم التوحيد خير شاهد، حيث كان هناك تخريب لبعض المحال التجارية ومضايقة العوائل وإعاقة سير الطرقات وتعطيل مصالح المواطنين، ولا نغفل حادثة نجل الدكتور طارق الحبيب شافاه الله.. وأتم عليه الصحة والعافية. إن من يحب وطنه ويحتفل كل عام لأجله لا يمكن أن تصدر منه هذه التصرفات الرعناء غير المسؤولة، التي تشوه صورة الوطن.. وقد سبق وأن ذكرت بأن التوجيه والإرشاد لم يعد يجدي مع هؤلاء الشباب ولا يعتبر حلًا لتلك المشكلات التي نواجهها كل عام ويخلقها بعض الشباب الذين يحتفلون باليوم الوطني بسلوك غير حضاري، ولابد أن نقف أمام هذه التصرفات والسلوكيات الخاطئة التي لا يمكن تبريرها بدعوى الاحتفال، ومن اللازم إيجاد حلول واقعية ملموسة، كفيلة بأن تصنع احتفالا حضاريا آمنا للجميع، ويُحقِّق المصلحة العامة، ويكون في أطر أعراف المجتمع وضوابطه، بعيدًا عن العشوائية التي ما زلنا نعاني منها حتى آخر يوم لذكرى التوحيد ال82 الأحد الماضي. أتمنى أن نضع حلولًا لهذه المشكلات في القريب العاجل إن شاء الله. خالد خلف مطرود - جدة