سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
إثنينية الخوجة.. إثنينية جدة الرائدة إن إثنينية عبدالمقصود خوجة قد أصبحت أحد أهم معالم مدينة جدة الثقافية، التي يصعب على جيلنا ومَن قبلنا، أن يتغافل عنها
أعترف بأني لم أكن من المواظبين على ارتياد إثنينية الأديب الكبير الأستاذ عبدالمقصود خوجة، وأقر بأن ذلك كان تقصيرًا مني، إذ ما أجمل أن يقضي المرء سويعات من أيامه ولياليه وسط بستان من الأكاليل الفواحة بعطرها الزكي، فيلتمس من ذلك فائدة، ويقتنص من آخر فكرة، ويستوعب من ثالث حقيقة كانت غائبة عن بصيرته وبصره. لكن وعلى الرغم من تقصيري السالف، إلا أنه قد تخلق بيني وبين تلك الأمسية الثقافية صلة روحية كبيرة، تشكلت نواتها الأولى منذ فترة مبكرة من حياتي، بفضل إشارات وأحاديث أستاذنا الأديب والسياسي الماهر السيد أحمد الشامي يرحمه الله، الذي كان دائم الذكر لها، وعما يدور بها، وما يصدر عنها من تكريم لمختلف الأدباء والمثقفين في وطننا العربي، على اتساع رقعته الأبية من الماء إلى الماء. والحق أقول أن إثنينية الأستاذ عبدالمقصود خوجة قد أصبحت أحد أهم معالم مدينة جدة الثقافية، التي يصعب على جيلنا ومَن قبلنا، أن يتغافل عنها، أو ينسى ألقها وبريقها الفياض على كثير من الأدباء والمثقفين، لا سيما وأنها قد ساهمت في تعزيز عجلة الحراك الثقافي، ضمن أروقة مدينة اشتهرت بسمتها الاقتصادي. كيف ينسى المحبون تلك الندوة التي استضافت كبار أدباء ومفكري وطننا وعالمنا العربي بوجه عام؟ وكيف يغيب عن أذهانهم ذلك الشخص الذي لم يبخل أو يتردد في تكريم الكثير من رواد الأدب والثقافة، في وقت صار تكريم الأدباء وعمال الكلمة بحسب وصف كاتبنا الدكتور أحمد العرفج، عصيًا على كثير من المؤسسات الثقافية وغيرها؟! لا أتصور أن أحدًا من جيلي ومن قبلي يمكنه أن ينسى الإثنينية وصاحبها، لكن التعاطف لوحده لا يكفي، والقول لا يفي في مثل هذه الظروف، وكم أتمنى أن يُبادر مجموعة من رواد الإثنينية، وأنا وغيري معهم، إلى إحياء الندوة من جديد، حتى يكتب الله لصاحبها العودة من رحلته الاستشفائية وهو بسلامة أكبر، ونشاط أعمَّ وأوفى، وفي تصوري أن ذلك ما سيسعد أستاذنا الخوجة ويزيد من فرحه وسروره. تبقى الإشارة إلى أن هذا المقال وهذه الدعوة، قد انبثق عراها من بعد حديث أخوي مع الصديق والكاتب الدكتور محمود بترجي، الذي وفي صدد حديثي معه عن أسماء المنتديات الثقافية بمدينة جدة، وذلك في إطار توثيقي للحالة الثقافية للمدينة لصالح موسوعة جدة المباركة، أخبرني بأنه قد كتب مقاله لهذا الأسبوع متذكرًا فيه عديدًا من مناقب حبيبه الأستاذ خوجة شفاه الله على الصعيد الثقافي، التي يأتي على رأسها مشروعه الرائد الإثنينية، فباركت فعله، وتذكرت ما كتبه من قبل أستاذنا الأديب الدكتور عاصم حمدان، وعزمت على أن أقتدي بهما. [email protected]