تعاود إثنينية عبدالمقصود خوجة فعالياتها مساء اليوم بعد توقف دام ما يزيد على ستة أشهر إثر الحزن الذي خيم على منزل راعي الإثنينية عبد المقصود خوجة بعد وفاة ابنه (إباء) في 23 أبريل 2010. ودعت الإثنينية المثقفين وروادها لحضور تكريم الدكتور عبدالله بن منيع في مقرها بحي الروضة في جدة الليلة، دون أن تفصح عن أي تغيير في آلية الفعالية التي تعودت على إدارتها وبشكل صارم من قبل خوجة، ووجود مذيع يقدم لها من على منصة يجلس فيها نخبة من الأسماء منها ما هو ثابت ومنها ما هو متغير تبعا للمتحدثين عن ضيف الصالون المكرم. ولعل الغائب الأبرز في اللقاء الليلة هو الدكتور محمد عبده يماني - رحمه الله - الذي كان من أبرز نجوم منصة التكريم إلى جانب عدد من شخصيات مجتمع منطقة مكةالمكرمة. وتتباين آراء المراقبين حول جدوى وأثر الإثنينية التي بدأت نشاطها عام 1982، ما بين من يعتبرها ملتقى جيدا لرجالات الثقافة والأدب، ويحمد لها تكريمها المثقفين في حياتهم، إضافة إلى مشروعها الحيوي في إعادة طباعة ونشر عدد من كتب الرواد، وبين من يتساءل باحثا عن الإضافة في إنتاج المعرفة، ومقاربة المستجدات في الحقل الثقافي والإبداعي، وعن أي أثر عميق وإيجابي لهذا الصالون الذي مضى على تأسيسه 28 عاماً استضاف خلالها ما يزيد على 350 اسما متنوعا ما بين مفكر وعالم وكاتب من أنحاء مختلفة من العالم فضلا عن السعوديين ومن بينهم مسؤولون مثل رئيس الاستخبارات العامة الأمير مقرن بن عبد العزيز، والأمير تركي الفيصل ورئيس الحرس الوطني الأمير متعب بن عبد الله ورئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار الأمير سلطان بن سلمان. وبحسب الدكتور عاصم حمدان أحد رواد الصالون تعتبر الإثنينية أكثر المنتديات الثقافية شهرة في المملكة وخارجها، ويعترف حمدان بأن لها الفضل في خلق صلات ثقافيّة بين أدباء المملكة ونظرائهم في البلاد العربيّة. ويوضح ل"الوطن": من خلالها تعرفنا على أعلام الثقافة العربية مثل الدّكتور ناصر الدّين الأسد، وسلمى الجيوسي، وعبدالفتاح أبوغدّة، والدكتور محمد سعيد رمضان البوطي، والدكتور شاكر الفحَّام والدكتور مصطفى محمود، والدكتور وهبة الزحيلي، وزكي قنصل، ومختار السُّلامي، ومحمود السعدني، وفهمي هويدي، ومحمد عمارة وغيرهم. وكانت الإثنينية قد احتفلت بيوبيلها الفضي عام 2007، وأعلن عبدالمقصود خوجة حينها انتقالها إلى المستوى المؤسسي باستحداث مجلس إدارة الإثنينية التي ضمت الراحل الدكتور محمد عبده يماني والدكتور محمود سفر، والدكتور رضا محمد عبيد والدكتور سهيل قاضي والدكتور جميل مغربي.