في حبك يا وطني تغنّى الشعراء، وترنّم أصحاب الأصوات الشجية؛ حتى اهتزّت القلوب طربًا، وفرحًا، وفخرًا بك يا أغلى وطن. كيف لمحب وصل إلى حد العشق أن تعبّر كلماته عن ما يخالج نبضات قلبه، التي تخفق حبًّا، وولاءً، وانتماءً، وحرصًا على أن يكون خير حبيب، تفتخر به، وتشير إليه فتقول هذا مَن أحبني فأحببتُه. على ثراك يا أطيب وأشرف وأكرم ثرى، عرفنا معنى الأمان، والدفء، والحنان، والسعادة، تعلّمنا منك كيف يكون الحب الحقيقي، فتحية لك في يومك الذي ننتظر غرة الميزان من كل عام، لنا معك موعد لتجديد العهد والولاء والحب. من لؤلؤة البحر الأحمر ينبع الخير، من رحاب الهيئة الملكية بينبع الصناعية، نبعث لكل أرجاء الوطن دعوة حوار بها نُحيّي الوطن في يومه الأغر، هذه الدعوة الحوارية نهديها بقلوب عامرة بالحب لكل مواطن ومواطنة، نصافح فيها قلوبًا بيضاء شفافة محبة للخير، تتنوع الفعاليات ما بين نشيد، ولوحات حوارية، وبرامج تدريبية، ومحاضرات، وندوات، وأركان تعريفية، ننشر من خلالها ثقافة الحوار في مجتمعنا. إن قضية الانتماء والولاء للدِّين، ثم الوطن، والمجتمع، والأسرة هي قضية ذات اهتمام ديني وتربوي واجتماعي، ليتحوّل الفرد من شخص خلق ليعيش بنفسه، إلى شخص آخر يعيش في جماعة، يشاركها حياتها، ويتحمّل تبعاتها؛ ليصبح عضوًا مسؤولاً في المجتمع، ذا سلوك إيجابي فيه، له ما لهم، وعليه ما عليهم. الحوار الوطني.. هو حوار ميدانه الوطن، وهدفه الوطن، ويهتم بوحدة الوطن، ويسعى لنمو الوطن وارتقائه، واستقراره، ويعمل للمحافظة على مكتسباته وحضارته. في يوم الوطن دعوة حوار نهدف من خلالها إلى نشر ثقافة تسود بيننا، نتحاور حبًّا وكرامة في الوطن، وفخرًا واعتزازًا به. بالحوار نُشخِّص واقعنا من أجل بناء مستقبلنا بكل شفافية، نتلمّس عيوبنا، ومكامن القصور في كلِّ ما يحيطُ بنا، وعلى طاولة الحوار نتبادل الأفكار والرؤى من أجل وحدة بناء الوطن. نلتقي بقلوب محبّة، نتحاور بصدق، وشفافية، وحب كبير، نتذكر ماضيًا تليدًا نفخر به، ونربطه بواقعنا الذي نعيش؛ ليكون بوابة العبور نحو مستقبل الأيام. بالحوار من أجل الوطن نجدد الصلة بين جيل الأجداد والآباء ليلتقي في حب مع جيل الأبناء، فبتكامل هذه الأجيال يتحقق الهدف المنشود. نجدد في يوم الوطن الولاء والبيعة لولي الأمر، نعبر عن حبنا الحقيقي لتراب أرضنا المباركة بدعوة حوار، نقول للعالم ها نحن نلتقي من أجل وطننا الذي نحب، نحقق غاية، وننشد هدفًا رسم خطاه قائد مسيرتنا -عبدالله بن عبدالعزيز- الذي يؤكد دومًا على رغبته الأكيدة في نشر ثقافة الحوار بين جميع أفراد المجتمع حتى يصل الحوار إلى كل بيت. نعم نحن -أبناءك وبناتك- يا والدنا الحبيب نقول لك سمعًا وطاعة، هذه دعوتنا للحوار نصدح بها أمام العالم كله لنقول أهلاً ومرحبًا بالحوار. بحوارنا سنُحقِّق -بمشيئة الله- الأمن للوطن، والأمان للأسرة، والاستقرار للنفس، والتقدير للشخصية، والتكافل لجميع أفراد المجتمع. بنات الوطن يترجمن حبّهن وولاءهنّ لهذا الكيان العظيم في يومه التاريخي الذي ننتظره كل عام، لنقول فيه بالكلمة، والشعر، واللحن الجميل، والموقف، والمشهد، المعبر، والفرحة تغمرنا نُردِّد بحب كبير يبلغ الآفاق وحتى عنان السماء.. دام عزك يا وطن، ودمت لنا يا حبيب القلوب، يا والدنا أنت الملك المتوّج على البلاد، وفي قلوب وعقول العباد -عبدالله بن عبدالعزيز- دمت بخير كل الخير. حيّاكم الله، وحيا الله الوطن في يومه الكبير. نقول بصوت واحد بحوارنا نُحيِّي الوطن. [email protected]