أكمل ملتقى الرواية العربية الخامس الذي نظمه النادي الأدبي بالباحة، جلساته بجلسة الشهادات والتي رأسها الدكتور صالح معيض سابي، وبداية الحديث كان مع جميلة خياط وتحدثت فيها عن تجربة زوجها الراحل عبدالله الزهراني الروائية وبيّنت أن الباحة هي دار قيس بالنسبة لها فلا تلوموا محبًا لديار حبيبه حيث موطن زوجي، وقالت جميلة: «إن زوجها ولد ونشأ روائيًا فقد ولد خديجًا سباعيًا لم يكمل 9 أشهر فلقي من الرعاية ما جعله يولد حنونًا ثم حدثت له رواية حيث تحكي لي والدتي (عمته) أن الجمّالة خطفوه بمكة فخرجت الأم ملهوفة وعادت به» وقد نشأ عبدالله الزهراني في أسرة متعلمة وكان والده يحب العلم حيث ذهب لطلب العلم بمكة المكرمة وتعلم هناك والتحق بالجيش وعشق فن التصوير الفوتوغرافي واهتم بتربية أبنائه وكان عبدالله الزهراني مبدعًا في مدرسته بخاصة في التعبير والقراءة، وأضافت جميلة: «إن زوجها نزل بالكاميرا التي استعارها من والده وصوّر مراحل العمل بالهدا بالطائف دون تكليف من صحيفته وإنما لهواية». وذكرت أن عميدة كلية الآداب بإحدى كليات الكويت قالت عنه: «لم أجد أحدًا كتب حبًا في وطنه وأرضه كعبدالله الزهراني». واشارت إلى أن شعف زوجها وحبه للثقافة والقراءة والاطلاع كان يشكل حِملاً عليها وعلى أبنائه فكان يعطي جل وقته للنادي الأدبي والأمسيات الثقافية إلا أنني كنت أرتب أوراقه وأعماله الأدبية وهو واجبي كزوجة. فيما ذكر أحمد الدويحي عن تجربته الروائية في ربوع قريته الصغيرة وعلى روابي جبال الباحة الشامخة، مضيفًا أن القصة شكلت حضورًا مذهلا في الثمانينيات والتسعينيات الميلادية وحظي نتاج ذلك الجيل بالمتابعة والقراءة وتعدّد فضاء القصة في تلك الحقبة وتنوّعت في انتمائها للمدارس السردية المنوعه ثم أتت الرواية كفن شامل لكل الفنون، مؤكدًا أن التقنية الحديثة أحدثت تطورًا هائلا في الرواية الحديثة. عقب ذلك تناول علي الشدوي تجربته في كتابة الرواية التاريخية موضحًا أن هناك علاقة بين التاريخ والرواية يوحي بها نوع من أنواع الرواية يسمى «الرواية التاريخية» التي تضع أحداثها وشخصياتها في سياق تاريخي معين وتمتاز في أشكالها بالوصف المقنع للسلوك، وبيّن أن البحث التاريخي ينتج عن المؤرخ من حيث هو باحث وينتج عن الخطاب التاريخي عن المؤرخ من حيث هو كاتب. وقد شهدت جلسة الشهادات عدة مداخلات منها مداخلة لرئيس أدبي الطائف عطا الله الجعيد والذي طلب من جملية خياط زوجة الروائي عبدالله الزهراني الموافقة على طباعة مؤلفات زوجها الرحل. بعد ذلك قدم رئيس النادي الأدبي بالباحة حسن الزهراني شكره للحضور الذين أتوا من أقصى المغرب إلى اليمن ولكل من شارك من داخل المملكة ولأبناء الباحة. كما ألقى مدير الأندية الأدبية عبدالله الكناني كلمة شكر الباحثين والباحثات الذين قدموا تجاربهم في ملتقى الرواية العربي الخامس مؤكدًا أنها ستضيف إلى المكتبة العربية وستثري الأندية الأدبية. بعدها تم تكريم عددًا من الباحثين والباحثات وتسليم الدروع والهدايا التذكارية.