رياض منصور - عمان رفضت جماعة الاخوان المسلمين في الاردن جميع الوساطات لثنيها عن مقاطعة الانتخابات العامة في البلاد بعد ان خيرها الملك عبدالله الثاني علنا ما بين البقاء في الشارع او الانخراط في بناء مؤسسات الدولة، غير ان الجماعة اختارت البقاء في الساحات العامة لقيادة المسيرات ضد النظام. وسعى وسطاء ابرزهم خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس والدبلوماسي الدولي رئيس الهيئة المستقلة للانتخابات عبدالاله الخطيب ورئيس الوزراء الاسبق فيصل الفايز لردم الفجوة بين الاخوان والقصر الملكي غير ان الجماعة تمسكت بشروط الغاء الصوت الواحد من قانون الانتخاب واحداث تغييرات في بنية الحكم. ورفض العاهل الاردني شروط الجماعة واعتبر ان مطالبهم غير مشروعة لان الحكم لا يستطيع تفصيل قانون انتخاب على مقاسهم لافتا الى ان الاصلاحات المطلوبة يمكنهم القيام بها حال مشاركتهم في الانتخابات والحصول على اغلبية برلمانية. وتعهدت جماعة الاخوان المسلمين بالبقاء في الشارع والخروج في مسيرات شعبية عارمة ما لم تتحقق مطالبها التي تصفها بالاصلاحية فيما استهجنت حملة التحريض التي تقوم بها الحكومة ضد الجماعة على خلفية مطالبتها بتغيير بنية النظام. واكد رحيل غرايبة رئيس الدائرة السياسية في الجماعة ان الحركة أقرت السعي نحو «تغيير بنية النظام» قبل الربيع العربي وأعلنت عنه بشكل جلي في اغلب وثائقها ومن بينها مشروعها للإصلاح. وبحسب بيان الغرايبة فان «تغيير بنية النظام» هدف متفق عليه في إطار الحركة الإسلامية وبين دعاة الإصلاح في الأردن وليس جديدًا ويعني إحداث تغيير جوهري يتضمن المواد 34 و35 و36 من الدستور بحيث تكلف الأغلبية البرلمانية بتشكيل الحكومة وينتخب كامل مجلس الأمة ويحصن من الحل. ولفت الى ان الحركة الإسلامية اختارت «تغيير بنية النظام» بهدف إرساء نظام ديمقراطي حقيقي دون استبعاد اي طرف او مكون ودون تغيير أو إسقاط النظام القائم. واستغرب حديث البعض عن تحول في خطاب الإسلاميين، وقال: «هذا ما نقوله على رؤوس الأشهاد منذ نحو 3 سنوات، ونعتقد أنه الطريق الوحيد للحفاظ على الدولة». وشدد الغرايبة على ان الحركة الإسلامية «لم تغير خطابها، وتتفق في مطالبها هذه مع كل دعاة الاصلاح في الاردن». واشار الى ان ذهاب النظام نحو الانتخابات المبكرة دون توافق وطني هو مجرد اعادة تدوير للازمة لافتاً الى ان مرحلة فرض المسارات قد انتهت. وبشأن مطلب الحركة الاسلامية تغيير قانون الانتخاب قال هذا ليس مطلباً خاصاً بالحركة هذا مطلب توافقي عام»لافتاً الى ان الحوار هو المخرج الوحيد لترميم الثقة بين النظام والقوى السياسية الفاعلة». وقال إن الحوارات التي جرت مع الحركة الاسلامية سابقاً «تفتقر الى الجدية»، داعياً الى حوار «جاد وعميق ومستمر يجنب الاردن الوصول الى الجدار». وختم بالقول: «هذا هو شكل الاصلاح الذي يريده الاردنيون يمكن جدولته بعد ان نصل الى درجة الطمأنينة بان اصحاب القرار يسيرون بخطوات جادة نحو ذات الهدف».