نرأف بحال هؤلاء العمالقة في مجالات الغناء والتلحين والمجالات الأخرى الإبداعية، نقدّر فيهم تقديم المواهب وأصلًا هي ضعيفة سواء في تقديم الكلمة الغنائية أو الشعرية أو من اسمى نفسه ملحنًا ومن أسمى نفسه شاعرًا، وهم أيضًا وفي الواقع أعمالهم ومواهبهم متواضعة جدًا. وكم منهم دعم هذه المواهب المزعومة وشجعهم ومنهم طلال رحمه الله ومحمد عبده وعبادي وغيرهم من الأسماء التي كافحت سنوات وحفرت الدروب الصعبة حتى وصلت لمرحلة الجمال، هؤلاء كانوا ضحية لمجاملات ووساطات من أخرين لا يعرفون قيمة الفن والإبداع. وقد استجاب الكثير منهم لهذه الوساطات -ونقصد هؤلاء الفنانين الكبار- لتقديم قدرات في الأصل هي هشة باستثناء عبادي الذي كان ينتقي كثيرًا ولا يجامل على حساب فنه، المهم أن هذه الفترة قد بدأت قبل التسعينيات الميلادية واستفادت منها قدرات ليست بالمستوى وانتهت تلك الفترة وكما قال أحد هؤلاء الفنانين الكبار «هي مرّة وخلاص تجربة يعني وتعدّي». لكن لم تمر كما ذكر ذلك الفنان الكبير الجميل فترة وتعدّي، بل وصلت لتصنع الخلاف من لا شيء، وهذه مكافأة لمن قدّمهم من هؤلاء الكبار وتصنع الخلاف الوهمي يكون وراءه كاذبون، سواء صحفيين أو إعلاميين لقدرات هي باهتة في الأصل. ويحاول هؤلاء الضعفاء أو المطبلون لهم إعادتهم إلى الأضواء الوهمية من جديد ليلتصقوا بفنانين أو مبدعين سبقوهم بمراحل وإنهم معجبين بفنهم عن بعد ولم يصدقوا أن هؤلاء الأساتذة الكبار سوف يقدمون أعمالهم في يوم ما سواء في كتابة الأغنية أو التلحين، لكن الظروف جاءت في صالحهم ووصلوا إلى هؤلاء الأصوات الكبيرة. عمومًا مهما وصلوا لن يتقدموا لأن إمكانياتهم وإبداعاتهم محدودة وهي في الأساس معدومة، ولكن كلمة «أنا شاعر هيا يا شيخ ياليتك توصلني أنا ملحن للفنان فلان».. هي التي ساعدت على هذا، لكن العجب أن يتصنّع أحدهم خلاف وهو في الوقت استغلال مادي لصالحه أحرج أحد الفنانين من الكبار أمام جمهوره في إحدى الحفلات، ليستفيد هذا المتصنّع المتسلق من الوضع ماديًا وبعدها يظهر مطالبًا الصلح بعد أن جُمد بما فيه الكفاية.. طلبًا للأضواء من جديد وبهذه الطريقة إذًا أين المواهب والاحساس؟