في فترة الثمانينيات الميلادية تحوّل الكثير من الذين كانوا يمتهنون الغناء إلى فكرة التلحين بعد أن فشلوا كمؤدين أو مطربين لعدم توفر عناصر المطرب أو المؤدي إما لجمال الصوت أو أشياء أخرى متعددة حدت من نجاحهم كمطربين يصلوا إلى الجمهور، وفشلوا أيضًا في عدم قبول الجمهور لهم. ومن هنا اتجهوا إلى فنانين أو مطربين سبقوهم ولهم صيتهم وهم في الأساس ملحنون وموهوبون ظهروا في زمن لم يكن للملحن دور مهم في وقتهم أو زمنهم وكانوا يعتمدون على انفسهم كثيرًا في تقديم اعمالهم.. ومنهم على سبيل المثال وهم كثيرون: عبدالله محمد وفوزي محسون وطلال مداح رحمهم الله ومحمد عبده وعبادي الجوهر هؤلاء كانوا لا يعتمدون على الملحن بشكل كبير.. وجاملوا كثيرًا الآخرين في تقديم أعمال ليست بالمستوى الذي يجعلها إبداعا ونقصد بآخرين هنا أي مطربين فشلوا سابقًا في الغناء وتحولوا إلى التلحين وإذا تكلمنا عن طلال مداح رحمه الله نعرف أنه قدم ألحانًا لآخرين يريدون التسلق على إمكانياته وذيع صيته.. وكانوا بحاجة إلى من يعرّف بهم.. وكان طلال رحمه الله لم يكسر خواطرهم وأضاف من عنده جماليات لألحانهم حتى تنجح رغم أنها كانت ضعيفة. ثم محمد عبده الذي لم يكن بحاجة إلى ملحن يصيغ له أعماله منذ بداياته ولكنه كان ذكيًا ولم يجازف بتقديم أعمال لملحنين غير جيدة بل كان يختار وبدقة من أعمال هؤلاء الملحنين وقدم بصوته أعمال لآخرين إذا احصيناها وجدناها قليلة بل استطاع أن يجمّلها بصوته ويعدلها إلى الأفضل وصنع لهم اسمًا لانهم كانوا يبحثون عن المطربين المعروفين كثيرًا رغم حاجة المواهب الجديدة لهم ورفضهم التعاون معهم باستثناء سراج عمر وعمر كدرس ثم عبادي الجوهر وهو الموهوب في التلحين لنفسه وناجح بشكل جيد لكنه تعرّض لنفس الموقف من الملحنين الذين يودون منه غناء ألحانهم وهو كان ذكيًا أيضًا في اختياراته كان يركز على الكلمات وجودتها كثيرًا حتى ولو كانت من موهبة جديدة بالإضافة إلى اللحن الذي يأتي إليه ومدى اضافة شيء جميل فيه واستطاع عبادي ايضًا ان يقدم ملحنين بطريقة جميلة رغم تواضع أعمالهم. الغريب أن هؤلاء الملحنين عندما يتعرض المطربين المعروفين لظروف توقف أو خلافه يختفون تمامًا ولا يعرفون أن يقدموا أعمالهم، لكن فوزي وعبدالله محمد رحمهما الله هما نادرًا ما يقدمون أعمالًا لآخرين باستثناء عبدالله محمد.