تعج الساحة الإنشادية في هذه الأيام بالإنتاج الوفير غير المدروس والسبب يعود لسهولة الانتشار عبر قنوات الاتصال المتعددة كالفيس بوك وتويتر واليوتيوب. وبالنظر إلى هذه الوفرة سيلفت نظرنا تعدد الأسماء وصغر سن أغلب هذه الاسماء. لست ضد هذا فالموهبة لا تعرف سنًا محددة لكنها حالة تستحق الدراسة. هل باستطاعة هذه الاسماء الجديدة اختيار الكلمة الجيدة ؟ وهل يسير المنشد وفق خطوات إعلامية مرتبة و منطقية ؟ هل يصاحب هذا المنتج حركة نقدية تساعد في تصحيحه وتقويمه وتطويره؟ هذه التساؤلات وغيرها يضعها المتلقي الواعي الذي يبحث عن المتميز وعن المنشد المتمكن الذي يساهم بموضوعاته الهادفة في بناء المجتمع لأن المنشد والفنان بشكل عام هو رافد ثقافي مهم في المجتمع فالفن رسالة سامية يجب أن تراعى لما تملكه من تأثير في رقي المجتمعات. وللأسف الشديد فقد طغى الغث على السمين وأصبحنا نسمع أعمالا لا تحمل إلينا كلمة راقية أو لحنا يشدنا ولا صوتا يأسرنا بل أغلب الأعمال هي مبالغة في التوزيع الموسيقي ونشازات ترسم الابتسامة على وجوهنا. حتى أنني في أحد المهرجانات التقيت بأكثر من عشرين منشدا للأسف لا يمتلك بعضهم حتى الموهبة فلو أنتج كل واحد منهم إصدارا يحتوي على عدد من الأعمال الضعيفة لأصبح لدينا أرشيف كبير للغث. الفن موهبة وصناعة وكذلك الإنشاد هو صناعة تحتاج الى جهد وبذل وحرفية. لذلك يجب على المنشد أن يمتلك الأدوات التي تساعده على صناعة نشيد راق متميز والأدوات هي: الموضوع المناسب والموهبة والمعرفة لأحوال النغم واختيار اللحن المناسب للكلمة وهذا يتطلب حسا عاليا بالاضافة الى تنظيم الخطوات الإعلامية والسير وفق منهجية موضوعة مسبقا. كل هذه الأدوات تتكامل مع بعضها وتهيئ لنا صانعا محترفا متمكنا ويتفاوت الصناع في مهارتهم بمقدار مدى امتلاكهم لهذه الأدوات. تغريدة: الصانع المحترف هو من يضفي على منتجه لمسات تميزه عن غيره وتفضح من يحاول تقليده. [email protected]