خبر حزين وفاة صديقنا الملحن المبدع سامي إحسان وصديقنا الآخر الفنان محمود خان!! إنا لله وإنا إليه راجعون.. صديقان كانا في الدنيا وفي رحلة الموت معًا فسبحان الله. بالعودة إلى الوراء قليلًا وفي إحدى المناسبات الاجتماعية كان الحضور فيها مجموعة من الفنانين وفي مقدمتهم الراحلان سامي احسان والخان وقام مقدم الحفل بالترحيب بهما فقدم اسم سامي قبل محمود خان فإذا بسامي يقف مطالبًا المقدم بذكر اسم الخان قبل اسمه بتواضع الكبار. وفي مناسبة أخرى وفي حضور الموسيقار الراحل طارق عبدالحكيم وصل أبو إحسان وتوجّه إليه مباشرة وهمّ بتقبيل رأسه وردّها طارق عبدالحكيم على الفور وقبّل بدوره رأس سامي.. هكذا كان تواضع العمالقة.. وهذه هي أخلاق الأساتذة دائمًا. وأتذكر أيضًا عندما أحضر أحد الزملاء موهبة غنائية وطلب من سامي احتضانه فنيًا.. دهشت حينها بفرحته ورعايته للمواهب وبالأبوة الكبيرة التي كان يعامل بها ابناءه الفنانين الشباب. أما الصديق محمود خان وهو أول عازف لآلة الكونترباص والتي كانت جديدة ولا يجيد العزف عليها أي عازف سعودي، وكان للخان السبق في الإبداع بالعزف عليها، وكان مغنيا رائعا وصاحب صوت جميل، وسبق الفنان الكويتي نبيل شعيل في خامته الصوتية ولونه المتميّز، وبرز من خلال عدة أغانٍ اتذكر منها أغنية «مكتوب عليّ أحب» التي أبرزته في حينها كصوت ولون جديد وغير مسبوق. «مواقف» كتبت لإذاعة جدة برنامج «موال» من أداء الفنان الشعبي حسين عبدالمطلوب (أبو هلال) وألحان الموسيقار سامي إحسان في 30 حلقة وكان من تواضعه لا يبدّل أي كلمة أو حرف إلا بعد الرجوع إليّ، وبعدها تشرّفت بالعمل معه في فوازير الأطفال الرمضانية في الإذاعة والتي كانت تحظى بمتابعة منقطعة النظير في تلك الحقبة من الزمان، حيث قام بتلحين كلماتها التي كانت من تأليفي وأتذكر جيدًا كم عانى في وضع ألحان تتناسب مع ذوق الأطفال، وكان يؤكد لي شخصيًا أن محاكاة عقول الأطفال أمر صعب وغير بسيط ويحتاج لعمل دؤوب من أجل ملامسة تفكيرهم والوصول إلى قلوبهم.. وهكذا كان سامي إحسان مخلصًا لعمله وفنه ويعطي لعمله جلّ وقته واهتمامه لأنه ببساطة فنان قلّ أن يتكرّرفي ساحة الموسيقى الخليجية والعربية. وأخيرًا.. لا أملك إلا أن أقول رحم الله الموسيقار الكبير في كل شيء سامي إحسان.. ورحم الله الفنان الرائد محمود خان.. وعزائي الحار لأسرتي الفقيدين الراحلين.. سبحانك اللهم وبحمدك أستغفرك وأتوب إليك وأسأل الله الغفران ماضي وحاضر وقادم الزمان.