تعاني قرية الصميدة والدحيل والتي تعد من أكبر القرى التابعة لمركز القاحة بمحافظة بدر نقصا ملحوظا في بعض الخدمات الأساسية للمواطنين خاصة المرتبطة بالصحة والتعليم والطرق، وهى القرية التي تبعد عن المركز حوالي 18 كم جنوبا ويتردد اسمها كثيرا بين المارين بطريقها الرئيسي الذي يمتد من الأبواء جنوبا حتى المسيجيد شمالا. (المدينة) قامت بجولة على القرية لنقل الصورة الواقعية للقرية وحياة إنسانها ونقل ما تحتاجه من خدمات الى المسؤولين في قطاعي التعليم والصحة بمحافظة بدر. بداية وفي طريقنا من قرية بئر قيضي إلى الصميدة والدحيل التي تبعد عنها نحو 20 كيلو جنوبا لاحظنا أن هناك أكثر من موقع على طريق القاحة الرئيسي قد انجرف منه الأسفلت وحلت الأتربة بديلا عنه وهو ما يحتاج إلى صيانة عاجلة. وعند الوصول بمحاذاة القرية والاتجاه غربا عبر طريق فرعي مسفلت حتى سوق الصميدة والدحيل كان يسار الداخل للصميدة ملعبا لكرة القدم مجهزا وأقامته لجنة التنمية الاجتماعية بالقاحة لخدمة شباب القرية. ويوجد في قرية الصميدة مدرسة ابتدائية في مبنى حكومي وأخرى ابتدائية ومتوسطة للبنات مبناها مستأجر كما يوجد بها محطة صغيرة للبنزين ومحل بنشر وموقع لبيع الأعلاف، وتلاحظ أن خدمة الاتصال عبر الجوال موجودة في القرية حيث تم إيجاد برج للجوال وهو البرج الوحيد في قرى مركز القاحة حتى الآن، فيما يعمل الكثير من أهالي القرية في تربية المواشي والزراعة بجانب العمل في الوظائف الحكومية في مدن ومحافظات المملكة. ولعل أبرز ما يلاحظه الزائر للصميدة والدحيل وجميع قرى القاحة هو كرم أبناء هذه القرى وإلحاحهم على الزائر بشرب القهوة في منازلهم. ويوجد بالقرية محطة لتنقية مياه الآبار أنشئت مؤخرا من قبل المستودع الخيري بالواسطة وتبين أن المحطة محاطة بخمسة آبار حفر بعضها منذ زمن طويل بجانب بئر محاطة بسور حديدي وقيل إنه تابع لوزارة المياه وتغذي جميع هذه الآبار المحطة التي يؤكد المواطن بدر معلى الصبحي أنها خدمت أهالي القرية وما يقارب من 15 مسجدا والمدارس الموجودة. ومكنت تلك المحطة السكان من الحصول على مياه عذبة ونقية يقومون بنقلها من المحطة إلى خزانات منازلهم عبر الصهاريج الصغيرة والكبيرة على حسابهم الخاص حيث لا توجد شبكة مياه في القرية حتى الآن فيما كان السكان في السابق يعتمدون في شربهم على مياه الآبار ويعانون من سرعة تلف صنابير ومواسير المياه في منازلهم بسبب الملوحة الزائدة. سقيا المياه ويستفيد سكان قرية الصميدة من مشروع سقيا المياه عبر الوايتات الذي وفرته وزارة المياه ولكنهم يؤكدون أنه ما زال غير كاف ويأملون في زيادته حيث إن صاحب الأسرة حاليا يحصل على وايت شهريا بينما من ليس لديه أسرة يحصل على نصف وايت وهي غير كافية وتستهلك سريعا. تتكون قرية الصميدة من عدة احياء بعضها يبعد عن الطريق العام من 3 6 كم عبر طرق ترابية متعبة ويتطلع الأهالي هناك إلى سرعة ربط وسفلتة هذه الأحياء وأكدوا أن لجنة من المجلس البلدي لبلدية المسيجيد والقاحة قامت بزيارتهم وشاهد أعضاؤها حاجة القرية للسفلتة حيث يعرب الاهالى عن أملهم في رؤية نتائج تلك الزيارة على الأرض وفي أسرع وقت. وفي الطريق بين أحياء القرية شاهدنا ثلاثة صبيان وقد توقفت سيارتهم بسبب بنشر في إحدى عجلاتها، وبسؤال أحدهم وهو وليد حامد الصبحي عن مدى تكرار ما حدث لهم مع اخرين من ابناء القرية ارجع البنشر إلى أن الطريق صحراوي إضافة إلى أن هناك من يقوم بسحب أغصان شجر السلم عبر هذه الطرق وهو ما تؤثر أشواكه على إطارات السيارات وتصيبها بالعطب. سفلتة صيحان وتبعد قرية صيحان عن الصميدة حوالي 14 كيلو وهو طريق صحراوي يحتاج للسفلتة ويشير محمد عليثه الصبحي إلى أن طلاب المدارس والأهالي يواجهون متاعب كبيرة من الطريق كما يتمنى رفع وزارة التربية والتعليم للمقابل المادي الذي يعطى لمتعهد النقل خاصة في مثل هذه القرى التي تحتاج فيها السيارة لمصاريف إضافية جراء وعورة الطرق. أهم المطالب لا يوجد في الصميدة والدحيل مركز صحي رغم حاجة القرية اليه وتردد هذا المطلب على لسان كل الأهالي الذين تم لقاؤهم في هذه الجولة وهو ما يتمناه الصغير والكبير حيث يضطر الأهالي حاليا لمراجعة مركز صحي بئر قيضي 20 كم عن القرية مشيرين الى أن سكان القرية في انتظار افتتاح المركز الصحي بفارغ الصبر. ويقول العم مبيريك بن رده: «نحتاج إلى مركز صحي في قرية الصميدة والدحيل يغنينا عن مراجعة أي مركز صحي آخر خاصة أن القرية مأهولة بالسكان وتتعدد الأمراض التي تصيب الأطفال». ويتطلع أهالي الصميدة والدحيل إلى افتتاح مدرسة متوسطة وثانوية للبنين ومدرسة ثانوية للبنات حتى لا يضطر طلاب وطالبات القرية إلى الذهاب للقرى المجاورة من أجل دراسة هذه المراحل ويقول سليمان رزيق الصبحي إن الطلاب يعانون من صعوبة الانتقال لقرى اخرى بغرض الدراسة وأضاف: «نريد افتتاح مدارس في هذه المراحل فالدولة وفقها الله تبذل الكثير من أجل التعليم». الصميدة ورنه يقع وادي رنه بين الصميدة ووادي المياه ويقول العم سليمان بن رزيق: يتطلع الأهالي لربط الصميدة بوادي رنه المكتظ بالسكان والمزارع وله عدة طرق حيث يتم الوصول إليه من أم السدر على طريق القاحة. وبمقابلة مدير مكتب التربية والتعليم بمحافظة بدر عبد الرزاق الصبحي عن المشكلات المرتبطة بقطاع التعليم ورصدتها جولة «المدينة» أكد أنه سيتم إجراء المسح لقرية الصميدة والدحيل ورفع استمارة بذلك لإدارة التعليم ليتم دراستها وافتتاح المدارس في حال توفرت الشروط المطلوبة بذلك. وبخصوص مشكلات القرية المرتبطة بالقطاع الصحي أكد مدير القطاع الصحي بمحافظة بدر الدكتور زكي بن رده الصبحي أن قرية الصميدة والدحيل من ضمن القرى المرفوع لها باعتماد مركز صحي وانه جار اتخاذ كافة الترتيبات لذلك معربا عن أمله في اعتماده قريبا.