اشرأبت أعناق أكاديميي العالم تطلعاً لنتاج الجهد الذي يبذله خادم الحرمين الشريفين خلال جهود ثلاث سنوات متواصلة، تطلعاً ليوم افتتاح مبنى جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن هذه المدينة الجامعية والصرح العلمي العالمي الذي يشهده القاصي والداني، يوم دال على المكانة التي تحظى بها المرأة في المملكة العربية السعودية وعلى المنزلة التي زاد بها خادم الحرمين الشريفين المرأة رفعة وشرفاً وريادة. ولطالما افتخر الشعب السعودي بمنجزاته الوطنية ومنجزاته على مستوى الخليج والعالم العربي والإسلامي، وها نحن اليوم نشهد مفخرة ترتفع بها هامات الرجال والنساء في هذا الوطن المبارك بمنجز على المستوى العالمي لأكبر جامعة نسائية في العالم. فمن أمريكا إلى الصين والزيارات والمراسلات والاتصالات تتواصل من مديري الجامعات بمكتب معالي مديرة الجامعة الدكتورة هدى بنت محمد العميل تقديراً منهم لجهود خادم الحرمين الشريفين، وعرفاناً بمكانة الجامعة، ورغبة في التعاون مع الجامعة التي أسست لتكون في الريادة والصدارة، فنالتها في يوم افتتاحها لتكون أكبر جامعة نسائية مجهزة بأحدث التجهيزات. لقد كان اهتمام خادم الحرمين الشريفين بالمعاني قبل المباني، فمع ما نشهده من صرح عظيم من المباني التي شيدت على أحدث طراز وأجمله، إلا أن دلالات هذا الاهتمام الكبير من لدن خادم الحرمين الشريفين بالمرأة وتعليمها وإسهامها في خدمة المجتمع والتنمية الشاملة لتنم عن نظرة شمولية وعناية فائقة بالدور الذي ينبغي أن تقوم المرأة. فما يتطلبه إشراك المرأة في عجلة التنمية تكامل بناؤه وتهيأت أسبابه فاحتوت الجامعة على أغلب التخصصات وانتظمت فيها القاعات والمباني بأحدث التجهيزات ولا تزال تنمو وتزيد. إن كان افتتاح المدينة الجامعية اليوم يعد تتوجاً وختاماً لجهود قد تكللت بالنجاح من لدن خادم الحرمين الشريفين، فهي لمنسوبي الجامعة يوم انطلاق وإشارة بدء لمسيرة عظيمة للمرأة السعودية سواء من الطالبات أو عضوات هيئة التدريس. فقد تهيأ لهذه الجامعة ما لم يتهيأ لأحد من قبل، ولقيت الجامعة من الدعم المعنوي ما يفوق الدعم المادي، فصارت المسؤولية التي تكلف بها منسوبو الجامعة عظيمة. ونحن على يقين أن القيادة الإدارية لهذه الجامعة المباركة وعلى رأسها معالي مديرة الجامعة الدكتورة هدى بنت محمد العميل محل ثقة خادم الحرمين الشريفين في النهوض بالمرأة السعودية ليس في داخل المدينة الجامعية من خلال البرامج التعليمية فحسب بل في جميع الميادين التنموية الشاملة وذلك من خلال المراكز البحثية المتقدمة ومن خلال برامج خدمة المجتمع وتنمية البيئة. وختاماً فإني أسأل الله عز وجل أن يجزي خادم الحرمين الشريفين عظيم الأجر والمثوبة على ما قدمه ويقدمه لأبناء وبنات هذا الوطن من مشاريع تنموية شاملة. والشكر والوفاء موصول لسمو الأميرة الجوهرة بنت فهد آل سعود مديرة الجامعة السابقة التي واصلت الليل بالنهار متابعة لبناء هذا الصرح لبنة لبنة. وأهنئ وأشكر جميع منسوبي ومنسوبات الجامعة بهذا الإنجاز العظيم الذي كان لكل منهم دوره وإسهامه في تحقيقه. * مستشار معالي مديرة الجامعة.