سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الكراسي و الأحجار لو أن كل من تنصب مقعدا قياديا رأى ما يراه سلفنا الصالحون فيتطلع من خلال منصبه للجنة و ما يقرب إليها من قول أو عمل ، لأصلح شؤون وطنه و مواطنيه
تصادفنا العثرات على الطريق ، فنترجل لإزاحتها و نعود للسير قدما ، كثيرا ما يحدث ، لكن الأحجار التي تصادفنا في حياتنا العملية و هي تحتل صدارة المؤسسة التي نعمل بها ، و تعتلي كرسي القيادة و تدير دفتها ، لا يمكن الترجل لإزاحتها ، لكنها حين تمارس دورها الصخري تقف أمام الكثير من النماء و تمنع تدفق الدماء محدثة جلطات في قلب و دماغ المؤسسة فيقل نتاجها وتتعثر مواكبها . ربما شغل كثير من أصحاب المناصب الرفيعة والكراسي العالية برفعة مناصبهم ، وما زادهم علو مقاعدهم إلا بعدا لأيديهم عن إحداث التطوير و التغيير الإيجابي في مؤسساتهم لخدمة مجتمعهم و تعزيز موظفيهم ، و ربما شغلتهم النظريات و إطلاقها عن التطبيق و الواقع ، و ربما اكتفوا بتوجيه موظفيهم لتنمية الذات و تطوير العمل و هم بعيدون عن تطوير أنفسهم و قيادة مؤسساتهم قدما ، فبقوا على ما هم عليه من إمكانات و كفاءة و تطور موظفوهم و اختلت موازين مؤسساتهم لهذا السبب حيث أصبحوا رجعيين في الإدارة و من خلفهم قيادات متطورة لا تملك التطوير كونها بلا صلاحيات. و كلما هاجمتنا صور الابتعاد عن القيم الإسلامية كالعدالة والنزاهة ونصرة الحق و الإخلاص في العمل و الزهد من قبل بعض من يتولى أمرا من أمور المسلمين الدنيوية ، و لا يصبح له هم أكبر من إصابة الثراء قبل أن يترجل عن الكرسي ، و لا هدف له أكثر من استغلال النفوذ و الصلاحيات للكسب المحرم أو توظيف من لا يستحق لمجرد القرابة أو استحلال المال العام و هدره و الاعتداء عليه أو إهمال العمل و التقصير في أداء الأمانة ، نتذكر قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه :» لو ماتت سخلة على شاطئ الفرات ضياعاً لخشيت أن يسألني الله عنها» و قول عمر بن عبد العزيز «إن لي نفسا تواقة.ما نالت شيئاً إلا تطلعت لما هو أعلى منه، وإني لما نلت الخلافة تطلعت لما هو أعلى منها وهو الجنة». و لو أن كل من تنصب مقعدا قياديا رأى ما يراه سلفنا الصالحون الذين تلح علينا سيرهم العطرة و كلماتهم المؤثرة مخلدة نفسها في أرواحنا ناحتة أثرها على أضلاعنا فيتطلع من خلال منصبه للجنة و ما يقرب إليها من قول أو عمل ، لأصلح شؤون وطنه و مواطنيه ، و تمسك بتعاليم الدين القويم و التزم سنة المصطفى عليه الصلاة و السلام ولنفع أمته و أدى أمانته . [email protected]