اشتكى أهالي مدينة عشيرة ومراكز وقرى شمال الطائف من الطريق ذي المسار الواحد والذي يشكل هاجسًا مرعبًا وخطرًا موقوتًا مخيفًا لمرتاديه ليل نهار والذي اصبح يطلق عليه الكثير من سالكيه ب «طريق الموت» بسبب كثرة الحوادث المميتة التي وقعت على هذا الطريق الذي شهد خلال عام واحد اكثر من 370 حادثا ادت الى وفاة واصابة 221 حالة. وقال عيضه معيض وبدر فهيد وخالد سعيلي: إن الحوادث المرورية أصبحت ظاهرة بارزة على طريق عشيرة وأخذت بالازدياد خلال الخمس السنوات الماضية وهي متكررة ويوميا وذلك نظرًا للكثافة المرورية على طريق عشيرة وكذلك لارتباطه بطريق المهد - المدينةالمنورة شمالًا فقد بلغ عدد الحوادث التي وقعت على طريق عشيرة منذ العام الماضي الى اعداد هذا الخبر 370 حادثا وبلغ عدد الإصابات 185 إصابة اما عدد الوفيات فقد تجاوزت 36 وفاة. وأضافوا انه خلال شهر رمضان الماضي فقط بلغ عدد الوفيات 6 وفيات وأكثر من 25 إصابة فقد كان آخرها تيتم ثلاثة أطفال بعد وفاة أبويهما في حادث مأساوي على هذا الطريق. وذكر حسن نوار وعايش فراج أنه بعد هذا الحادث المأساوي قمنا بتصعيد شكاوينا لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وذلك بإرسال عدد من البرقيات العاجلة من أجل إيقاف نزف الدماء على هذا الطريق والتي نتمنى ان تصل اليه -حفظه الله- وأضافوا أنهم عبروا كذلك عن معاناتهم من هذا الطريق عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة مثل فيس بوك وتويتر بمسمى طريق عشيرة بالطائف لكي تصل معاناتهم لكل مسؤول. طريق الموت وذكر نائب رئيس المجلس البلدي بأمانة الطائف صاطي ثواب المقاطي انه عندما يتحدث عن طريق عشيرة او طريق الموت كما يسميه الكثيرون فان كلمة إنا لله وانا إليه راجعون ستسبق حديثي وذلك لكثرة المصائب التي تصيب سالكي هذا الطريق فقد اختلط على هذا الطريق أشلاء المتوفين بنشيج اليتامى ودموع الأرامل والأمهات المكلومات فكم من قصص مأساوية تحكيها جنبات هذا الطريق والذي راح ضحيته الكثير من الآباء والأمهات وتركوا فلذات الأكباد يصارعون الحياة، فكم من والد ووالدة شاهدوا أبناءهم مسجيين بأكفانهم على طريق لا يتجاوز طوله 17 كم فقط في ارض مستوية اذا ما قورنت بطرق عبدتها الدولة -أيدها الله- في الشواهق من الجبال فهذا الطريق ومنذ إنشائه قبل 31 سنة لم يتم توسعته او ازدواجيته وكان يؤدي المطلوب منه في ذلك الزمان الا انه أصبح الان شبحا مخيفا لكل من يسلكه وذلك لضيق الطريق وارتفاعه عن مستوى الأرض ولعل الكثافة الكبيرة لازدحام هذا الطريق تعود لاختصار المسافة للقادمين من الطائف وجنوب المملكة مرورا بهذا الطريق باتجاه المهد والمدينةالمنورة كما يسلكه الكثيرون مرورا بميقات ذات عرق ومن ثم الى مكة. كما ان هذا الطريق معرض لكارثة محتملة في ظل ازدحام باصات نقل المعلمات صبيحة كل يوم دراسي تتجه فيه الى كل المدارس حتى مشارف مهد الذهب على بعد 122كم يرافقها أعداد كبيرة جدا من سيارات المعلمين والموظفين بتلك القرى ويعاكسها في الاتجاه باصات الطالبات القادمة من عشيرة والمحاني والقرى المجاورة وكذلك الموظفين المتجهين لأعمالهم العسكرية والمدنية بالطائف كل هذا الازدحام يرافقه أعداد هائلة من الشاحنات التي تسلك هذا الطريق هربا بالحمولة الزائدة عن نقاط الميزان على الطرق السريعة، أضف لهذا الأعداد الكبيرة من الإبل السائبة التي تسببت في الكثير من الوفيات. ولهذا فقد طالب الأهالي ومنذ سنوات طويلة بازدواجية هذا الطريق الا ان مطالبهم تذهب ادراج الرياح فكل مسؤول يحيلها للآخر وكأن المطالب شبح مخيف لا يمكن تنفيذه وقد كان الأجدر بهم ان يتذكروا مقولة عمر بن الخطاب رضي الله عنه حينما قال «ويلك يا عمر لو ان بغلة تعثرت في العراق لسئل عمر لِم لم تمهد لها الطريق» فكيف بأشلاء وأرواح تتناثر امام الأعين وفي كل عام والحوادث في تزايد مستمر قد تصل بنا الى إبادة كما تبيد الحروب الشعوب، وإنني اناشد مقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- لإيقاف نزف الدماء على طريق عشيرة بتكليف وزارة النقل لعمل ازدواجية هذا الطريق لحفظ أرواح الأبرياء. رأي المرور وذكر مصدر أمني بإدارة مرور محافظة الطائف ان احصائية عدد الحوادث المرورية التي وقعت على طريق عشيرة خلال العام 1432ه بلغت 355 حادثا وعدد الاصابات بلغت 150 اصابة بينما الوفيات فقد بلغت 30 حالة وفاة. رأي إدارة الطرق من جانبه قال مدير إدارة الطرق والنقل بالطائف المهندس عمر الحسيني: إن طريق عشيرة أجريت له الدراسات لتوسعته وازدواجه، وإن الطريق ضمن الأولويات ونحن في انتظار الاعتمادات المالية فقط، مشيرا إلى أن الفرع رفع لإمارة منطقة مكةالمكرمة تقريرا عن ذلك.