ارتبط انتفاخ البطن (الكرش)، ولزمن طويل ببعض الأغنياء..! وفي أيامنا هذه تبدَّل الحال، وظهرت فئة أخرى من أصحاب (الكروش)، لكنها (كروش) فارغة، يعني شكلية فقط، وعلامة فارقة من علامات ربط الحزام! وهذه الفئة تشتكى لربها قلة حيلة اليد؛ بسبب غلاء المعيشة، وقلة المداخيل التي يعانى منها ذوو الدخول المحدودة، فيكتفون بمجرد كسرة خبز لا يجدون غيرها تسد جوعهم..! وهنا نقف لنتكلم عن الفئة الأخرى من أصحاب (الكروش) المليئة بالأموال، والتي يتباهى بل يتسابق البعض منهم على كبرها غير مبالين بمواردها ولا حقيقة مصادرها! فهم ما زالوا يعيشون النعيم المفرط. والبعض من هؤلاء الأثرياء من ذوي (الكروش) التي لربما دخلت موسوعة جينس، لا نلمس فائدة منهم للمجتمع؛ لغياب النخوة، أو الإحساس لديهم تجاه الآخرين من فقراء ومساكين، والتصدّق من هذا الخير. نقول للأسف لم نلمس منهم ومن (كروشهم) مساهمة فعّالة في التنمية، وبناء مساكن، ومدارس، ونوادٍ، وملاعب، ومساعدة الجمعيات الخيرية، والأعمال الإنسانية، ولجان أصدقاء المرضى المنتشرة هنا وهناك، وبناء المراكز العلاجية التأهيلية، ومنازل وغير ذلك الكثير الذي يساند الدولة..! فلديهم خوف شديد من نقصان ما (بكروشهم)..! ونعتقد أن لدى بعضهم إمساكًا معويًّا، ويحتاجون إلى بعض المسهلات التي تُحرِّك فيهم النخوة والوطنية في فعل الخير.! وهناك مَن يقول لقد تبرَّع البعض منهم في رمضان الماضي نقول (يا ما جاب الغراب لأمه..!). إننا نقول لهؤلاء اصرفوا واخرجوا ما لديكم، وعلى الأقل ما نسبته 1% ممّا صرفه غيركم من الأثرياء في البلدان الأخرى مثل "بل غيتس" مالك (ميكروسوفت) الذي قام بقياس حجم (كِرشه)، واستقطع من ثروته ما يكفيه من أكل وترف، وضربها بعدد السنين المفترضة لبقية عمره -بعد مشيئة الله- وتبرع بالباقي للجمعيات الخيرية والأعمال الإنسانية في بلدان العالم..! والمحزن أن إحدى صحفنا ذكرت قبل أيام بأن عدد 57 فردًا يملكون 123 مليار ريال فقط لا غير في شركات البورصة السعودية.. وخوفنا أن تكون بعض هذه الثروات من أموال نكبات البورصة التي حصلت قبل سنوات، والتي مست تداعياتها شريحة كبيرة من المواطنين البسطاء يعايشون الحسرة والألم إلى يومنا هذا..! لكن الله سبحانه وتعالى لا يضيع عنده شيء أبدًا..! [email protected]