جاء الاعلان في الولاياتالمتحدة عن توقيع غرامة قدرها 3 مليارات دولار على عملاق صناعة الأدوية والعقاقير «جلاسكو-سميث- كلين» ليلقي بالضوء مرة أخرى على الممارسات التسويقية الشائعة بين شركات الأدوية متعددة الجنسيات وليظهر الوجه القبيح للثقافة الأخلاقية السائدة في مجال صناعة الأدوية والعقاقير فقد أتت هذه الغرامة على ثلاث تُهم.. التهمة الأولى هي المعروفة في الوسط الطبي بتسويق الدواء أو العقار لاستخدام لم يخضع للدراسة فقد قامت شركة جلاسكو بتسويق بعض العقار التي تستخدم لعلاج حالات الاكتئاب بين الاطفال والمراهقين رغم ان الموافقة التي حصلت عليها الشركة للبالغين فقط. الاتهام الثاني يتعلق بعقار «آفانديا» الذي كان واسع الانتشار قبل بضع سنوات في علاج مرض السكري من النوع الثاني الى ان بدأت الدراسات تتواتر عن تسببه في إصابة مستخدميه بفشل وهبوط القلب وبالذبحة الصدرية. الاتهام الثالث: يتعلق باستخدام الرشاوى في الممارسات التسويقية رغم انه شائع وواسع الانتشار في ممارسات جميع الشركات الطبية تقريبا سواء لتسويق الأدوية والعقاقير أو اية من المنتجات والاجهزة التي تستخدم في نظم الرعاية الصحية حول العالم فداحة هذه الاتهامات دفعت بالسلطات الامريكية الى توقيع غرامة هي الأكبر في تاريخ الغرامات الطبية من ناحية حجمها ومداها «3 مليارات دولار» والسؤال الفلسفي ماذا فعلت وزارة الصحة لدينا في ايقاع الغرامات للأخطاء الطبية والأدوية المغشوشة ورشاوى الاطباء والممرضين لتسويق بعض العقاقير وحليب الاطفال؟.. أين تطبيق نفس القوانين والمعايير والقيم على جميع الشركات والمتلاعبين؟. عبدالواحد الرابغي- جدة