خيم الهدوء الحذر على الميادين المصرية في مليونية «إسقاط الإخوان» وخلت معظمها من المتظاهرين عقب صلاة الجمعة أمس، بينما تزايدت أعداد المتظاهرين أمام القصر الرئاسي بمنطقة مصر الجديدة بعد انكسار حرارة الجو، ووصلت أعداد المشاركين إلى عدة آلاف يتقدمهم النائب السابق فى البرلمان المنحل محمد أبوحامد، حيث وزع أبو حامد بياناً قال فيه «إن المادة 179 من الدستور الجاري إعداده، تتضمن تهمة جديدة هي العيب في ذات رئيس الجمهورية»، معتبرًا أن الدستور الجديد هو البداية للإعداد لدولة الخلافة، وانتهاء حالة الديمقراطية إلى الأبد، محذرًا من دخول الجيش المصري في حروب «لا ناقة لنا فيها ولا جمل»، فيما وقعت اشتباكات حادة بين أهالي سيدي جابر بالإسكندرية والمشاركين في المظاهرات أمام المنطقة الشمالية العسكرية، استخدمت خلالها الأسلحة النارية وطلقات الخرطوش، وهاجم الأهالي ما يقرب من 200 متظاهر مناهضين للرئيس محمد مرسي وجماعة الإخوان المسلمين، واتهموهم ببث دعوات الفتنة في المجتمع، والانقلاب على الشرعية. وأعلن النائب محمد أبوحامد استمراره في الاعتصام حتى تتحقق المطالب التي رفعها المتظاهرون بحل جماعة الإخوان وتحويلها لجمعية أهلية وإعادة تشكيل اللجنة التأسيسية للدستور، بما يضمن عدم سيطرة تيار الإسلام السياسي على كتابة الدستور والكشف عن مصادر تمويل الإخوان وإيقاف ما أسموه بعملية «أخونة الدولة»، وحرية الصحافة والإعلام ، واستقلال القضاء وتحديد المسئول عن مقتل شهداء ثورة يناير وشهداء الشرطة والجيش، وكذلك فتح ملف أحداث 28 يناير لتحديد المسئولين عن الهجوم على السجون وأقسام ومراكز الشرطة على مستوى الجمهورية. من جهتها، أعلنت هيئة الإسعاف المصرية أن عدد الإصابات التى حصدتها اشتباكات بين المؤيدين والمعارضين هي سبعة إصابات وقعت فى محيط ميدان التحرير، بعضها نتيجة طلق خرطوش، والأخرى نتيجة تبادل الرشق بالحجارة، حيث شهد ميدان التحرير مساء أمس حالة من الهدوء الحذر فيما تضاعفت أعداد مؤيدو الرئيس مرسي بالميدان، وقاموا بالانتشار في مختلف مداخل ومخارج الميدان، فيما اختفى معارضوه من مؤيدى التظاهرات، وأغلقت بعض المحال التجارية المتواجدة بالشوارع المحيطة للميدان أبوابها، تخوفًا من وقوع اشتباكات أو أي أعمال عنف قد تطرأ وتتسبب في تلف ممتلكاتهم. من جانبهم، وصف المعارضون لمليونية الأمس ب «الفاشلة»، حيث قال وزير الثقافة السابق عبد المنعم الصاوي «إن فشل المليونية سوف يفسح المجال لإقامة ديمقراطية حقيقية في مصر بعد أن كشف رصيد نخب الفضائيات فى الشارع المصري». وقال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة د. معتز عبد الفتاح «إن فشل المليونية يضع علامات استفهام أمام مستقبل أبوحامد السياسي، وأن فشلها يعنى فشله سياسياً، ونجاحها سوف يصنع من الداعي لها لمصاف الزعماء السياسيين، ولكن المشاركة جاءت دون المستوى المتوقع أو المأمول»، مشيراً إلى أنها جاءت محدودة بالنظر إلى حجم الدعاية التى سبقتها بدوره، أشار القيادى البارز فى جماعة الأخوان د. أحمد أبوبركة أن المليونية فشلت بسبب الرفض الشعبى لها انطلاقاً من تغليبه للمصالح الوطنية العليا وعدم الانجراف وراء دعاوي تهدد مسيرة الوطن».