عندما يتساءل العالم كله: مَن هي المرأة السعودية؟ وما هو شأنها؟ وإلى أين وصلت؟ وما هي طموحاتها؟ وكيف يتم بحث شأنها في وطنها؟ وكيف تمثّل هذا الوطن في المحافل الدولية؟ أقول عبر كلماتي: لا تختزلوا سؤالكم عن المرأة السعودية في قيادتها، أو عدم قيادتها للسيارة. ومن هنا يجدر بنا أن نتحدّث عن رموز نسائية من بنات الوطن، سطّرن أسماءهن في جامعات عريقة في العالم المتقدّم المتحضّر، والذي لا يعرف إلاَّ الإنجاز والبحث والتجريب، حينها نقول -وبكل فخر- تعالوا، واسمعوا، وشاهدوا إلى أين وصلت المرأة السعودية. أكرمني الله بلقاء الباحثة المبتعثة "ريم الأزرقي"، والتي ستحصل على شهادة الدكتوراة قريبًا -بمشيئة الله- في علم من العلوم الهامّة جدًّا في عصرنا الحديث، إنه النانو تكنولوجي، والذي تُستخدم تطبيقاته في كافة مجالات الحياة. "ريم الأزرقي" من عائلة كريمة، شاهدت في عينيها طموح العلماء، وهدوء وسمت الحكماء، وأدب وخلق طلاب العلم وأهله. التقيتُ بوالدتها السيدة الدكتورة فايقة حبيب، الأم الحنون، التي تدعو لابنتها، وتشد من أزرها وعزيمتها، لتنال الغاية، وتصل للهدف المنشود، ووالدها السيد الكريم سعيد وهو من خيرة رجال الوطن، الذي له أمجاد سطّرت في خدمة بلده، وهما يرافقانها في رحلتها العلمية. تحدّثتُ معها عن بحثها الذي ستقدمه لنيل شهادة الدكتوراة، وعن جامعتها في ليدز ببريطانيا، ودار الحديث عن أنها حصلت على الماجستير من جامعتين إحداهما في (ليدز) والأخرى في (شفيلد)، فاسترعت انتباهي هذه الفكرة الجديدة التي تيّسر على الطالب الحصول على العلم أينما وجد، وهذه الشراكة بين جامعتين، وتمنيتُ مثلها في وطني. وتحدّثت عن ورقة العمل التي قدمتها في جامعة ليفربول، وعن الفكرة العلمية لتطبيقات النانو تكنولوجي لعلاج الأمراض، كمرض السكر، والجروح الخاصة بالحروق، وأمراض السرطان، واستخدام أنابيب مصنوعة من أحماض أمينية تحمل المضادات الحيوية القاتلة للبكتريا، لتقوم بعملها في الوقت المناسب، الذي تحتاج إليه الخلايا المريضة دون إتلاف الصحيح منها. هذا ما أطلقت عليه "ريم" الموصل الذكي (SMART DRUG DELIVERY). أقول لكِ دكتورة "ريم الأزرقي، نحن فخورون بكِ وبعلمكِ، وننتظر قدومكِ لأرض الوطن لتطبقي أبحاثكِ لعلاج مرضى السرطان، ومداواة وتخفيف آلام مرضى السكر، لعل الله يُهيئ لكِ مكانًا ومكانة تليق بالعلماء مثلك، في مراكز أبحاث متخصصة على مستوى عالٍ من التجهيزات والبنية التحتية، فالعقول النيّرة أمثالك من أبناء وبنات الوطن قادمون من أجل مستقبل يليق بمكانتنا. لكِ منّا كل الحبّ، وأقول كما قالت "ريم" في جامعة ليفربول: شكرًا قائد مسيرة هذا الوطن الملك عبدالله، سيُسجّل اسمك في سجلات التاريخ هذا الإنجاز عبر بوابة الابتعاث إلى جامعات العالم، وهؤلاء أبناؤك وبناتك، يزفّون لك كل يوم إنجاز جديد يُسطّر بماء الذهب في سجلات تاريخ الزمان. هذا وطني، وهذه هي المرأة السعودية في أجمل صورة وأجمل برواز.. شكرًا مرة أخرى لأم رعتها وساندتها، ولأب كان ومازال داعمًا ومؤيدًا ومرافقًا لباحثتنا الرائعة ريم. [email protected]