رمزي حمد الدهامي هو عضو المنتخب السعودي لقفز الحواجز الحائز على الميدالية البرونزية في دورة لندن الأولمبية هذا الشهر، وهو أول فارس سعودي يحقق ميدالية ذهبية من خلال بطولة آسيا عام 1990 التي ولد فيها اتحاد الفروسية، والحصول على كأس العالم للهواة في أمريكا مطلع التسعينيات، كما أنه أحد فارسين سعوديين شاركا في خمس دورات أولمبية مع زميله كمال باحمدان، حيث كان رمزي يطمح في إحراز ميدالية فردية في ألعاب لندن، لكن نتيجته في اليوم الأخير للفردي لم تؤهله لذلك؛ لأسباب يشرحها هو في هذا اللقاء، الذي كشف فيه عن ملامح مشروع فروسية كبير يعد له ربما يكون ناديًا رياضيًا على مستوى عالٍ سيقوم باستضافة دورة دولية العام المقبل ستكون هي والمشروع اضافة مهمة لمنافسات قفز الحواجز. * المشاركة الخامسة في الدورات الأولمبية ميدالية برونزية في لندن، هل حقق رمزي الدهامي الطموح؟ - الطموح متجدد دائما لمن هم يتطلعون للغد، برونزية دورة لندن كانت طموح مرحلي لنا كفرسان، وكنا نطمع بما هو افضل منها، والحمد لله على ما تحقق فهو انجاز للوطن نفخر به كفرسان، وكشباب ورياضيين بعد مشوار شاق جدا، والقادم أن شاء الله افضل وافضل. *هل النتيحة توازي العمل الذي قدمتموه لهذه الدور؟ - نحن اجتهدنا وبذلنا قصارى الجهد من أجل أن نكون منافسين، وكان خلفنا فريق عمل كبير من إداريين وفنيين، واختصاصيين، واجهتنا ظروف كثيرة كانت تشكل عقبة في طريقنا نحو المنافسة، القليل من الناس وبمعنى أصح القريبين من الفريق كانوا يعلمون بحجم هذه المصاعب، لكننا بتوفيق من الله تغلبنا عليها وحارب كل فارس حتى اللحظة الأخيرة للخروج بنتيجة مشرفة لرياضة وفروسية الوطن، والاجابة على سؤالك جاءت من المتابعين والمراقبين لدورة لندن الأولمبية والذين انصفوا الفريق السعودي. * ما الظروف التي تعرضت لها انت؟ - تعرضت لاصابة أنا وجوادي بيار في الكاحل الأيسر ابعدتني عن التدريبات بين شهرين إلى ثلاثة، وتوقف الحصان عن التدريبات 4 أشهر، وبفضل الله عدنا تدريجيا حتى وصلنا للجواد بأعلى جاهزية. * ما الذي تمثله لك الميدالية الأولمبية؟ - اي ميدالية أولمبية، أو عالمية هي انجاز لم يتحقق لكثير من الفرسان المخضرمين فاذا كنت انا قد حصلت عليها بعد خمس مشاركات فإن غيري من الفرسان، وحتى على مستوى المنتخبات شاركوا في عشر دورات ولم يتحقق لهم ذلك، وكان الفريق السعودي مفاجأة الدورة بفرسان مختلفين عن الدورات السابقة، فميدالية سيدني تحققت مع خالد العيد، وميدالية كننتاكي مع عبدالله الشربتلي، وهذه الميدالية بالأمير بكمال باحمدان، رمزي الدهامي، والفارسين الشابين الامير عبدالله بن متعب، وعبدالله شربتلي، والحمد لله اننا حققنا الميدالية وبفريق جديد برهن للعالم اننا منافسون اقوياء ولدينا الموهبة والقوة اللازمة. * أديت بشكل جيد في الأيام الثلاثة الأولى من الدورة وكنت أحد 3 فرسان ضمن أفضل 35 فارسا في نهائي الفردي، لكنك لم تكمل المشوار للنهاية بنفس العطاء والقوة.. لماذا؟ - كثرة المشاركة أرهقت الجواد فبعد ثلاثة أيام من الأداء الجيد للجواد بيار أصابه الإرهاق في اليوم الأخير وقد شعرت بذلك منذ الصباح عندما قمت بتشغيله، وانت هنا تتعامل مع روح أخرى لا تستطيع أن تطلب منها أكثر من طاقتها لا سيما وان الحصان ليس من ذوي الدماء الحارة التي تواكب الأجواء الحارة في يوم الختام. * تفرغت للرياضة، فماذا أعطتك وماذا أخذت منك؟ - الرياضة تعطي من يعطيها، وأنا فرغت نفسي لها واحترفتها كعمل مع زملائي الفرسان على حساب كثير من المسؤوليات العملية والاجتماعية فنحن في سفر شبه دائم وبعد عن الوطن والأهل، وكانت ثمار الجهد ولله الحمد مشرفة طيلة عشرين سنة لنا كفرسان وللرجل العظيم سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي أولانا اهتمامه ورعايته ايمانا منه بأهمية الرياضة عموما والفروسية خصوصا في التعريف بالوطن لشباب العالم، وتقديره لتضحياتنا كفرسان. * ماذا عن المسقبل بالنسبة لك؟ - انا انسان طموح اتطلع إلى الأعلى والأعلى دائما، ولن أتوقف عند حد طالما أنا على صهوة الجواد، وأشارك في البطولات والدورات ممثلا للوطن، متمنيا على الله التوفيق أن تسير برامج اعداد المنتخب من قبل صندوق الفروسية بالتضامن مع اتحاد الفروسية بنفس الوتيرة والقوة التي كان عليها في المرحلة الماضية واوصلنا إلى بطولة العالم، والالعاب الأولمبية في احسن حال وسنكون ايضا اكثر قوة لان المشاركات السابقة لم تزدنا إلا خبرة وممارسة، نحن كفرسان جاهزون لحمل الراية في كل زمان ومكان. * تحدثت عن الطموح وأنه متجدد، ما الذي تريد الوصول إليه؟ - كأي فارس، أحب الخيل وأمتطى صهواتها وأعطيها جهدي ووقتي لأنها جزء مني، فأنا اتطلع إلى الفوز بالألقاب الأولمبية والعالمية، والحمد لله انني حصلت على كأس العالم للهواة، وحققت مع المنتخب برونزية لندن، بالاضافة إلى الانجازات الآسيوية، والعربية، ووصولي إلى الهدف يحتاج إلى تطوير لمستواي ولمستوى الخيل التي معي وذلك بالتدريب المتواصل، والمشاركات الدائمة في الدورات، والبطولات الكبيرة. * افتقدت إلى توأم روحك في هذه الدورة؟ - افتقدنا خالد العيد في أكثر من دورة لكن فقده في هذه الدورة كان اكثر لانه كان في أحسن حالاته الفنية ولديه جواد بطل لكن إصابة الحصان، اصابت طموح خالد بمقتل، وكافحنا من أجل تعويض النقص بغياب خالد الصديق العزيز، والفارس البطل والذي تواجد معنا في الدورة موجها ومعينا باخلاق الفرسان، كما أهنئ الزملاء الأمير عبدالله بن متعب الذي أدى اداء ممتازا رغم صغر سنه، وحداثة تجربته، وكمال باحمدان صاحب الأداء المميز في الدورة والذي كان على مشارف انجاز خاص في الدورة لكن تغيير الفرس في آخر لحظة بسبب الإجهاد والتعب حال دون الحصول على ميدالية، وعبدالله شربتلي الذي كافح بقوة حتى آخر لحظة مع حصان جديد عليه يحتاج معه إلى وقت طويل للتأقلم. * رمزي دائما حاضر بخفة الدم، وتلطيف الاجواء، غابت مقالبه، وقفشاته في الدورة لماذا؟ - لاني كنت مركزا، لأنها المرة الاولى التي اشارك في الأولمبياد بجواد مؤهل للمنافسة ولذلك كنت متحمسا، وحتى زملائي ايضا كانوا في نفس الحال بمعنى انه توفرت لنا كل عوامل المنافسة، فقدمنا احسن المستويات، ونافسنا افضل الفرق في الدورة. * هناك أناس غير راضين عن النتيجة، وعن الفروسية كرياضة.. ما رأيك؟ - الانجاز يتحدث عن نفسه، وتحدثت وسائل الاعلام في العالم التي وصفت الفريق السعودي بانه زلزال دورة لندن، والذي لم يعجبهم الانجاز أو الفروسية كرياضة نحن لا نستطيع أن نقنعه، ونغير من رأيه لانه في الأساس لم يتغير مع الانجاز كتب للوطن، وان هذا منتخب وطني، ومن حسن الحظ أن هؤلاء قلة من الناس لا تقاس عليهم غالية المواطنين الذين كانوا معنا بدعواتهم، واتصالاتهم، وتهانيهم التي لم تنقطع، وذلك الاستقبال الرائع في مطار جدة، وتكريم خادم الحرمين الشريفين لنا في قصره في يوم الوصول بمنحنا وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى الذي يعد أهم انجاز لنا كفرسان سعينا على الدوام إلى تطوير مستوياتنا وقدراتنا الرياضية. * سمعنا أن لدى رمزي مشروعا رياضيا كبيرا، سيسهم في تطوير الفروسية، فما حقيقة ذلك؟ - حقيقة أن لدينا أفكارا لمشروعات تخدم رياضة الفروسية تخالجنا منذ سنوات طويلة، وحان الوقت لتحويلها إلى واقع، السنة المقبلة سنسخر لها كل طاقاتنا وجهدنا وخبرتنا لتظهر بأحسن حال لاننا نشعر بان الوقت الآن مناسب جدا لها، وسيكون لها صدى لدى محبي هذه الرياضة لما سيكون لها من آثار ايجابية على رياضتنا المحببة، ولا استطيع البوح بشيء حتى يكتمل العمل ويتحول إلى واقع ملموس من خلال بطولة دولية كبيرة سيشعر فيها الجميع بالفرق. * ما اسم البطولة؟ - حتى الآن لم نحدد اسمها، والمهم من الاسم هو المردود الفني من وراء اقامتها على ارض المملكة فنحن بحاجة لأكثر من بطولة دولية في السنة لاحتضان الشباب السعودي الطموح الذي لم يجد الفرصة في التدريب مع المنتخب لأسباب فنية بحتة، فيمكن لهذه البطولة وغيرها إكساب الشباب الخبرة، وتشجيعهم على اقتناء خيل ممتازة والمشاركة بها في البطولات.