تحولت بيوت جدة وشوارعها وحواريها مع بدء أول أيام عيد الفطر المبارك الى "فسيفساء" نادرة بفعل الاحتفالات والاهازيج الشعبية المتنوعة لأبناء الجاليات المسلمة المقيمة في عروس البحر الأحمر حيث يتقاسم العرب على وجه الخصوص الحنين إلى الأهل والأحباب بإقامة احتفالات مشتركة تتخللها زيارات متبادلة بين الأهل والأصدقاء. ويحظى ثالث أيام العيد من كل عام لدى معظم أبناء الجاليات العربية المقيمة في المملكة باحتفالات للمعايدة ينظمها رؤساء الجاليات بالقنصليات وتتخللها عروض وأهازيج شعبية مرتبطة بأبناء تلك الدولة، ولكل احتفالاته الخاصة فالمصريون يختلفون عن السوريين واللبنانيين والفلسطنين والسودانيين. (المدينة) استطلعت آراء عدد من أبناء تلك الجاليات وكشفت عن كيفية قضائهم أيام العيد بعيدا عن الأهل والأحباب. ويشير المسؤول الإعلامي بالقنصلية السودانية عمار محمد محمود ل (المدينة): انه على مستوى الجاليات, هناك زيارات بين أفراد الجالية السودانية, حيث تحرص بعض الأسر على قضاء أيام العيد في الحدائق العامة والمتنزهات والاستراحات لقضاء الوقت في جو أسري طوال أيام العيد, حيث يتم في المعايدة عرض الأنشطة والبرامج الترفيهية المختلفة والتي من بينها البرامج التراثية والفلكلورية وتكون في أيام وأوقات مختلفة ويستعان بالساحات والأماكن المفتوحة المنتشرة في جدة" مثل حديقة حي الشرفية وحديقة قصر خزام إضافة إلى بعض المواقع الأخرى. وأضاف: "وفي اليوم الثاني من أيام العيد يجتمع ممثلو الجاليات السودانية بالمملكة في دار القنصل العام السفير خالد محمود الترس وتهنئته بالعيد إضافة إلى تناول بعض المأكولات السودانية الخفيفة". ويقول رئيس الجالية السودانية بجدة الشيخ عوض قرشوم: "إن معظم الجاليات السودانية في جدة تتزاور فيما بينها وتتبادل التهاني بالعيد في مشهد يحمل قدرا كبيرا من التضامن والتكاتف في أرض المهجر وذلك لتخفيف معاناة الغربة عن الأهل والأحباب". أما الشيخ مهدي النهاري رئيس الجالية اليمنية في جدة والمشرف العام على الجاليات في المنطقة الغربية والجنوبية بالمملكة فيقول: "برنامجنا يكون معايدة في البيوت بين أبناء الجالية وذلك في أول وثاني أيام العيد السعيد, أما اليوم الثالث فيخصص لحفلة ثقافية تقام فيها عروض من التراث الفني اليمني والرقصات الشعبية وذلك في إحدى قاعات الأفراح في جدة ويحضرها كبار الشخصيات من رجال الأعمال والدبلوماسيين اليمنيين إضافة إلى باقي أبناء الجالية اليمنية في جدة. طابع خاص أما على مستوى الجالية اليمنية فلها طابعها الخاص كونها تعد الأكثر حضورا في المنطقة الغربية حيث أنهم لم يتخلوا عن عاداتهم الاجتماعية في الأفراح والأعياد, إذ يقومون بعد صلاة العيد بالطواف حول بعضهم بعضا كون معظمهم يتجاورون ويتقاربون في السكن, وذلك لتبادل التهنئة يعقبها تقديم الحلوى والمشروبات الباردة. ويقول محمد عبدالعزيز (29 عاما): "في اليوم الأول من العيد نقوم بتبادل التهاني مع الأهل والأصدقاء, وفي اليوم الثاني تبدأ سلسة دعوات الولائم بين الأقارب والأرحام, تارة تكون وجبات غداء وأخرى عشاء". ويحرص محمد في اليوم الرابع من العيد على الالتقاء بأبناء عمومته جميعا في تلك الليلة المشهودة بحسب وصفه, إذ يقول: "اليوم الرابع هو يوم معروف بين أفراد قبيلتنا حيث يتجمع كل أفراد أبناء العمومة عند أحد وجهائنا للسمر وتناول المندي الحضرمي فوق سطوح ذلك المنزل الشعبي بحي العمارية بجدة". حنين النيل فيما تفضل بعض الجالية المصرية وخصوصا الشباب منهم إطفاء ظمأها وحنينها إلى النيل وشواطئ الإسكندرية بالتنزه على ضفاف كورنيش جدة واستعادة الذكريات السابقة, كما هو حال محمود بركات (25 عاما) وأحمد سمير (30عاما) إذ يقولا: "معظم برنامجنا في العيد يكون في الكورنيش حيث نقوم بممارسة السباحة تارة, وفي أخرى التنزه على ضفافه ومن أمامه نقوم بالاتصال على أهلنا في مصر لتهنئتهم بهذه المناسبة الغالية على قلوبنا جميعا".