بكل تأكيد، لن يتمكن جميع سكان جدة من الاحتفال بالعيد السعيد مع أهلهم وأقاربهم نظرًا لوجود شريحة من الجاليات العربية المقيمة التي أجبرتها ظروف الحياة على الاغتراب وبالتالي الاحتفال بعيد الفطر في أرض الغربة بعيدًا عن الوطن الأم . ويعد الحنين إلى الأهل والأحباب قاسمًا مشتركًا في احتفالات تلك الجاليات والتي تتخللها تبادل الزيارات فيما بينهم والتجمع في مناطق معينة في أنحاء العروس. (المدينة) استطلعت آراء عدد من أبناء تلك الجاليات وكشفت عن كيفية قضائهم أيام العيد بعيدًا عن الأهل والأحباب. يقول المسؤول الإعلامي بالقنصلية السودانية عمار محمد محمود في تصريح ل (المدينة): تحرص بعض الأسر السودانية على قضاء أيام العيد في الحدائق العامة والمنتزهات والاستراحات لتمضية الوقت في جو أسري طوال أيام العيد ، ويتم في المعايدة عرض الأنشطة والبرامج الترفيهية المختلفة ومن بينها البرامج التراثية والفلكلورية ويستعان في ذلك بالساحات والأماكن المفتوحة «مثل حديقة حي الشرفية وحديقة قصر خزام». وأضاف: «وفي اليوم الثاني تقريبًا من أيام العيد يجتمع ممثلو الجاليات السودانية بالمملكة في دار القنصل العام السفير خالد محمود الترس وتهنئته بالعيد إضافة إلى تناول بعض المأكولات السودانية الخفيفة». ويقول رئيس الجالية السودانية بجدة الشيخ عوض قرشوم: «إن معظم الجاليات السودانية في جدة تتزاور فيما بينها لتبادل التهاني بالعيد في مشهد يحمل قدرًا كبيرًا من التكاتف في أرض المهجر وذلك لتخفيف معاناة الغربة عن الأهل والأحباب». أما الجالية اليمنية لها طابعها الخاص باعتبارها الأكثر حضورًا في المنطقة الغربية، إذ يقومون بعد صلاة العيد بزيارة بعضهم البعض وذلك لتبادل التهنئة يعقبها تقديم الحلوى والمشروبات الباردة. ويقول محمد عبدالعزيز (28 عاما) : «في اليوم الأول من العيد نقوم بتبادل التهاني مع الأهل والأصدقاء، وفي اليوم الثاني تبدأ سلسة دعوات الولائم بين الأقارب والأرحام، وتارة تكون وجبات غداء وأخرى عشاء». ويحرص محمد في اليوم الرابع من العيد على الالتقاء بأبناء عمومته جميعًا في تلك الليلة المشهودة بحسب وصفه، إذ يقول: «اليوم الرابع هو يوم معروف بين أفراد قبيلتنا حيث يتجمع كافة أفراد أبناء العمومة عند أحد وجهائنا للسمر وتناول المندي الحضرمي فوق سطوح ذلك المنزل الشعبي بحي العمارية بجدة». وتفضل الجالية المصرية وخصوصًا الشباب منهم إطفاء ظمأها وحنينها إلى النيل وشواطئ الإسكندرية بالتنزه على ضفاف كورنيش جدة واستعادة الذكريات السابقة، كما هو حال محمود بركات( 24 عامًا) وأحمد سمير ( 29 عامًا) إذ يقولا: معظم برنامجنا في العيد يكون في الكورنيش حيث نمارس السباحة والتنزه، كما نقوم بالاتصال على أهلنا وأصدقائنا في مصر لتهنئتهم بهذه المناسبة الغالية على قلوبنا جميعا».