انتشرت ظاهرة بيع الزكاة من قبل المسترزقين على الطرقات والأرصفة، حيث يقوم بعض الشباب بوضع أكياس الأرز على شكل مدرجات لتلفت انتباه المارة، وعند كل بسطة من هذه البسطات توجد مجموعة من النساء المحتاجات وغير المحتاجات، ويقوم الشخص الذي يريد أن يخرج زكاة الفطر بشراء أكياس الأرز حسب عدد الأسرة الذي يريد أن يزكي عنهم شرعًا، ويقوم بإعطائها للنساء الموجودات بالقرب من بسطات بيع الزكاة، ومن ثم يقوم هؤلاء النساء وأطفالهن الصغار ببيع أكياس الأرز التي منحت لهن كزكاة لصاحب المبسط، وبسعر أقل يصل لنصف السعر الذي باع به الزبون. وقد حذّر سماحة مفتي المملكة رئيس هيئة كبار العلماء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ من إعطاء الزكاة للمتسوّلين، أو الواقفين عند الباعة الذين يأخذونها من المتصدّق ليبيعوها للبائع بثمن أقل. فيما قال الشيخ محمد الجذلاني القاضي بديوان المظالم سابقًا ل»المدينة»: إن هذه ظاهرة أفقدت الشعيرة المقصود منها؛ لأن الأصل هو إعطاء زكاة الفطر إلى الفقراء إلاَّ أنه من الأجدر على كل من أراد إخراج زكاة الفطر في المدن الكبرى إعطائها للجمعيات الخيرية، وذلك لعدم القدرة على معرفة المحتاجين في المدن الكبيرة، وعكس ذلك في القرى الصغير التي يعرف أهلها بعضهم البعض فيعرف الغني فيهم من الفقير فهنا الأفضل إعطائها للفقير. وتؤثر عملية التدوير على اصحاب المحال التجارية المتخصصة في بيع الارز المستخدم في الزكاة، إذ تؤكد احدى المتسولات انها تبيع ما تأخذه من المزكين بسعر يقل عن سعره الحقيقي ب70 بالمائة للحصول على فلوس نقدا. أكد نجيب المالكي «تاجر مواد غذائية» ان محله تعرض خلال العام الماضي إلى خسائر مالية تجاوزت 300 ألف ريال في تجارة الارز فقط بسبب عزوف اصحاب المطاعم والزبائن الشراء منه نتيجة لوقوع مستودعاته التجارية بجانب أحد الاسواق الشعبية بجنوب جدة، والتي درجت العمالة المتخلفة خلالها على عرض اكياس الارز التي حصلوا عليها من المتسولين والمتسولات بأسعار رخيصة. من جهته بين ابراهيم الحارثي انه ومن خلال تواجده سنويا في منافذ بيع زكاة الفطر فإن بعض الباعة ساهموا في انتشار ظاهرة تدوير بيع اكياس الارز من خلال قيامهم ببيعها للزبون ، الذي يقوم بإعطائها لإحدى المتسولات، التي تقوم بإعادة بيعها على البائع الاول بنصف ثمنه ومن ثمّ يضعه للبيع ويبيعه بأكثر من سعر الشراء بزيادة نصف القيمة. تجارة من الزكاة من جهته أكد عمر الخيبري» مالك سوبر ماركت بجنوب جدة» بأنه فوجئ خلال العام الماضي ب 3 وافدات من المتسولات يعرضن عليه بسعر مغرٍ 7آلاف كيلو غرام من الارز الذي حصلن عليه تسولا من المزكّين للفطرة مؤكدا انه رفض شراء تلك الكمية لكي لايسهم في انتشار الظاهر السلبية للاقتصاد الوطني . وفي السياق ذاته ارجعت احدى المتسولات عملية ممارستها لتجارة تدوير زكاة الفطر إلى ظروفها المادية حسب ادعائها مؤكدة انها تبيع كيس الارز بسعر يقل عن قيمته الاساسية بنسبة تصل في بعض الاحيان إلى 70 %.