مع نفحات الجمعة الأخيرة من الشهر الفضيل لدينا وقفة مع تدني مستوى النظافة بمختلف أحياء مدينة جدة ، فقد زاد حجم النفايات خلال رمضان وأصبح من المألوف رؤية تكدس أكياس تلك النفايات بالشوارع والأحياء وأمام المنازل ، حتى إن البعض عزا ذلك أن موظفي أمانة جدة يتمتعون بإجازة خلال هذا الشهر في ظل الغياب التام للرقابة على أداء شركات النظافة . الملفت في الأمر والذي كتب عنه الكثير وأشرت إليه في مقالة سابقة تواجد عمال النظافة على تقاطع الإشارات الضوئية في كل المسارات وذلك لاستعطاف المواطنين والمقيمين على تقديم الصدقات .. فمن المسئول عن توزيع هذه العمالة بتلك الكثافة وبشكل ملفت خلال هذا الشهر ؟ هل تواجد العشرات منهم بتلك التقاطعات هو الأسلوب الأمثل للحفاظ على نظافة المدينة ؟ أفادني أحد الأصدقاء أنه خلال زيارته لإحدى الدول العربية (التي يستشري فيها الفساد حتى أزكم الأنفاس) ، أن بعض مشرفي النظافة هناك يقومون بتوزيع العمالة على أحياء الأثرياء بغرض التسول وذلك مقابل أجر يومي أو نسبة من حصيلة ما يجمعونه من أيدي المحسنين. من الواجب علينا صرف الصدقات والإحسان إلى هذه الفئة فقد أوردهم الله في كتابه العزيز فقال «إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ « ولكن هذا الأسلوب الملتوي ، وإهمال العمل المكلفين به والذي أصبح يمثل خطراً على البيئة والصحة العامة أمر مرفوض تماماً. همسة . .. ارتحل شهر الصوم وقوضت خيامه وأسأل الله أن نكون جميعاً من المقبولين وأن لا يجعل بيننا شقياً ولا محروما وأن يجعله الله شاهداً لنا لا علينا .وكل عام وانتم بخير