هكذا أراد أصحاب القرار أن تلعب فرق دوري زين جولتين في أيام الشهر الكريم، ثم فترة من التوقف بمناسبة العشرة الأواخر، وإجازة العيد.. "بريك" إجباري يُعتبر فرصة لتصحيح الأوضاع عند الكبار والصغار. فالناجح عليه أن يعزز نجاحه، والمتعثّر مطالب بالمراجعة السريعة، والكل من حقّه أن يردد أغنية (يا ليلة العيد آنستينا وجددتي الأمل فينا)، فلا يأس مع الحياة، وما فات في الجولتين يمكن تعويضه على مدار الدوري ذهابًا وإيابًا. للجميع الحق في التفاؤل بما هو آتٍ، مع تحفظي على قدرة الزعيم الهلالي في تقديم ما تأمله جماهيره، فالموج الأزرق ظهر هاديًا جدًّا إلى درجة أن القوارب الصغيرة تستطيع تجاوزه.. وبطبيعة الحال فإن وضع الفريق الهلالي حاليًّا ليس مفاجئًا للمتابع بتمعّن، فالإدارة برئاسة الأمير عبدالرحمن بن مساعد حقّقت في فترتها الرئاسية الأولى العديد من الإنجازات، مستعينة بفريق قوي ومتمكن إداريًّا وفنيًّا، بوجود سامي الجابر، والمدرب جريتس، ورباعي مميّز (ولهامسون، ورادوي، وتيفيز، والظهير الكوري). ولأني على يقين -وقد أكون مخطئًا- فإني أرى من الخطأ أن يحاول أي شخص تكرار إنجازه، خاصة إذا تبدلت الأدوات المساعدة؛ حتى لا يتذوّق صاحب هذا الإنجاز مرارة الإخفاق، بعد أن تمتع بنشوة النجاح، وعليه أتوقع أن يظل البيت الهلالي يدور في حلقة مفرغة، يبحث من خلالها العودة إلى نفس صورته في المواسم السابقة دون جدوى، وسيستمر القائمون عليه في إهدار الملايين -كما حدث في الموسم السابق- عندما خسروا 35 مليون نتيجة الاستغناء عن العربي، وإيمانا، ولن أكون متشائمًا لو توقعت أن تلاقي التعاقدات الجديدة نفس المصير.. لقد تبدل الحال وتغير المشهد تمامًا، فإدارة الأمير عبدالرحمن بن مساعد التي استثمرت في عقود تيفيز ورادوي الملايين هي نفسها الآن التي تصرف أضعافها في محاولات متكررة لعودة الأيام الجميلة، ولكن هيهات. في أوروبا يبدو مثل هذا الوضع طبيعي، فالأندية هناك قائمة على ضخ مئات الملايين من جيوب أصحاب شركات عالمية على سبيل المثال (موراتي في الإنتر، وبيريز في ريال مدريد، وبرلسكوني في الميلان، وإبراهيمو فيتش في تشلسي) هذه الأندية الكبيرة لا تحقق أرباحًا كما يروّج إعلاميًّا، ولكن من حسن حظها أنها مدعومة من رجال أعمال لا يعرفون لثروتهم حدودًا، وقد حضروا من أجل العشق والشهرة والدعاية لشركاتهم. ومع اختلاف المعطيات والدوافع، فإن الوضع الأمثل الذي يجب أن تُدار به أنديتنا هو صيغة المجموعة وليس الفرد، والذي يعتمد على منح الثقة لإدارة منتخبة تدعم من المحبين القادرين على الدفع، شرط إعطاء الفرصة لإدارة جديدة فور انتهاء الفترة الرئاسية الأولى. أمّا الاستمرار ومحاولة التمسّك بالكرسي على أمل تكرار الإنجازات فهو من المستحيل في ظل الإمكانيات المحدودة، والضغط الجماهيري والإعلامي الذي لا يرحم. [email protected]