ليس هناك أصعب من أن تقضي شهر رمضان الكريم خارج إطار الوطن .. فالغربة والابتعاد عن الأهل وروحانيات الشهر الفضيل كلها من أهم المعوقات التي تقف عقبة في طريقهم. وبالرغم من الابتعاد عن الأهل والأصدقاء خلال شهر رمضان واختلاف روحانية الشهر هناك إلا أن للصيام نكهة خاصة حيث يقضي المبتعثون رمضان في التواصل بين العوائل ولقاء الأصدقاء إلا أنهم يحنون لأداء العمرة في رمضان إلى جانب العادات الرمضانية الجميلة. يقول فائق الغامدي إن رمضان دائما يحمل لي العديد من الذكريات الجميلة خصوصا في بلدي وبين عائلتي ومنها التجمعات الأسرية التي قلما نراها، وتكثر في هذا الشهر الفضيل وكذلك زيادة أعمال الخير وتنافس الناس عليها، أيضا تزاحم المساجد وخصوصا في فرضي الفجر والمغرب ولا أنسى العمل وحلاوته في رمضان ويضيف الغامدي أن أمنياتي كثيرة ولكن خلال شهر رمضان المبارك كل ما أتمناه أداء عمرة في العشر الأواخر وزيارة المدينةالمنورة. أما عابد العنزي من جامعة الأمير سلمان فقال إن هناك فرقا كبيرا في ذلك حيث في بلدي السعودية أكون بين الأهل والأقارب، وللصيام طابع آخر في المملكة حيث له روحانية وطعم ولذة الصيام لا يضاهيها أي مكان في العالم، والفرق يكمن في عدم الشعور بروحانية هذا الشهر الفضيل وقدومه هنا مما يفقدك الإحساس بالصوم وأن الجميع لا يشاركونك في صيامك وقيامك وكذلك عند الإفطار عدم سماع الأذان ومن بعده أداة صلاة التراويح فعلا نفتقد رمضان، نفتقد رمضان ونحاول أن نحييه ببعض المأكولات أو متابعة الصلوات وبعض البرامج الرمضانية على الانترنت. أجمل أيامي من جهته قال يزيد الزهراني مبتعث في أمريكا من أجمل أيامي الدراسية هذه الأيام في رمضان، حيث أتمكن من القيام بأعمال كثيرة في وقت واحد ويبدأ اليوم صباحا في تمام الساعة الثامنة والنصف بحضور الحصص الدراسية وتنتهي قرابة الساعه الرابعة عصرا ومن ثم أتوجه إلى المنزل لإنجاز بعض الواجبات الدراسية وبعد الانتهاء منها أقوم بالذهاب إلى النادي الصحي لعمل بعض التمارين الرياضية وقبل الإفطار بساعة أقوم بتجهيز الفطور أو الذهاب إلى المسجد ومشاركة الأخوة المسلمين في ذلك وبعد الإفطار متابعة بعض المسلسلات على الانترنت وبعد صلاة العشاء لا يوجد برنامج معين ولكن غالبا ما أقضيه مع الأصدقاء ومن ثم الرجوع للمنزل قرابة الساعة الثانية عشرة ليلا. فيما يقول سامر الزهراني إن هناك تواصلا ومن أجمل صور هذا التواصل يكون في رمضان فيحرص العديد منهم على إفطار البعض وتقوم بعض العوائل بإرسال المأكولات إلى القريبين منهم. قبل قدوم رمضان كان الجميع وبالتأكيد أنا في مقدمتهم متخوفا من طول فترة الصيام وأنها سوف تكون مهمة صعبة ولكن حدث العكس مع بدء الصيام فنحن نمسك قرابة الخامسة والنصف والفطور يكون قرابة العاشرة مساء أي حوالى 17 ساعة ولكن ببركة هذا الشهر الفضيل والله لا نجد أي مشقة ولله الحمد. ويقول خالد البلوي الصيام من وجهة نظري والتي يخالفني الكثير فيها هو أحد المقويات الدراسية لي حيث لم أجد نفسي حريصا على المذاكرة أول التركيز الدراسي إلا فيه ولا يتعارض جدولي الدراسي مع الإفطار ولله الحمد وقد يكون الصيام خارج المملكة وبعيدا عن الأهل صعب ولكن الحمد لله نجد الكثير من المواطنين السعوديين والذين نتقابل معهم باستمرار ويكون الإفطار جماعيا في كثير من الأوقات.