هل سيستمر البنتاجون في دعم الجيش المصري في ظل الحكومة الإسلامية الجديدة؟ ذلك ما تؤكده زيارة ليون بانيتا وزير الدفاع الأمريكي لمصر. وعلى الرغم من انه ليس من الواضح لنا إن كان قد نظر ملياً وحدق في عيني الرئيس المصري محمد مرسي أم لا ليستكشف دواخله، إلا انه بعد أن خرج من اجتماع بينهما استغرق 45 دقيقة شعر وزير الدفاع بأنه تأثر بالاجتماع لدرجة التي أعلن فيها أن هذا القائد الإخواني يملك زمام أمره بنفسه «هيز اون مان « قالها هكذا بالإنجليزية « his own Man». وجهة نظر وزير الدفاع الأمريكي الذي كان يشغل منصب رئيس المخابرات الأمريكية سابقاً بجديدة وموافقته على الخطوات التي قامت بها القيادة المصرية تجاه الديمقراطية سيكون لها وزنها وتستحق العون المبذول تجاه مصر. لقد قام بانيتا في مصر بما كان يود القيام به وسمع ما يود أن يسمعه. الولاياتالمتحدة ترغب في الاستقرار والاستمرارية في مصر بالنسبة لعلاقة البنتاجون مع الجيش المصري وترغب في التزام الحكومة المدنية في مصر باتفاقيات كامب ديفيد وأن يتعاون الطرفان الأمريكي والمصري ضد الإرهاب. في لقائه مع المشير طنطاوي أكبر قيادة عسكرية في مصر ثم مع كلا الرجلين في لقاء مشترك مع طنطاوي والرئيس مرسي -وهو ما رأى فيه بعض المسؤولين الأمريكيين علامة وحدة بين القيادتين أكثر من كونه تسلطا من قيادة الجيش على الرئاسة – كرر المشير طنطاوي في حديثه مع وزير الدفاع الأمريكي التزامه بنقل السلطة بسلام إلى السيطرة المدنية. ووافق مرسي على أن يتم التعامل مع مجموعات المتطرفين من شاكلة القاعدة وقال بانيتا وزير الدفاع الامريكي في مؤتمر صحفي مقتضب: ما ابدى القائدان المصريان موافقتهما عليه أنهما سيتعاونان بكل السبل الممكنة للتاكد من أنه يتم التعامل مع متطرفين مثل القاعدة وان الجهود ستبذل للقيام بعمليات قوية ضد الإرهاب وعبر طنطاوي ومرسي عن التزامهما بأنهما جبهة واحدة موحدة فيما يتعلق بالتزامهما بالديمقراطية. وقال بانيتا للصحفيين إنه ومن وجهة نظره استناداً على ما شاهده ومن المناقشات التي جرت فإن الرئيس مرسي والمشير الطنطاوي بينهما علاقة جيدة للغاية ويعملان معاً تجاه تحقيق نفس الأهداف. وأنا مقتنع أن مرسي يملك زمام أمره بنفسه وأنه رئيس كل المصريين وأنه ملتزم حقيقة بتطبيق الاصلاحات الديمقراطية هنا في مصر وكان هذا هو جوهر ما جرى من مناقشات. وقال بانيتا إنهم اتفقوا على التعاون وأن نقوم بالتزاماتنا الدولية لا يرى المسؤولون الأمريكيون في المشير طنطاوي صورة مماثلة لرجل باكستان القوى برويز من حيث تمسكه بالسلطة وعبر أمريكيون كثيرون ممن زاروا القاهرة خلال شهر يوليو أن الرئيس محمد مرسي يمكن أن يعتمد عليه لما يبديه من أمانة في تصريحاته. هناك مليار و300 مليون دولار من المساعدات الأمريكية لمصر لهذا العام ولا يبدو ان اوباما او الكونجرس سيقف في طريق انسياب هذه المساعدات. كانت زيارة وزير الدفاع بانيتا اقل درامية من زيارة هيلاري كلينتون لمصر في مطلع الشهر الماضي فلم يتم إلقاء الطماطم على موكب السيارات الذي كان يقلها والرسالة التي تركتها الزيارة واضحة إدارة الرئيس أوباما لا تريد أن تبتعد عن مصر على الرغم من شكوك بعض نواب الكونجرس في جدوى تقديم دعم أمريكي لحكومة يقودها الإخوان المسلمين. وفي هذا كما نرى مدخل أمريكي بارد تجاه مصر مدفوع بالذهنية الأمنية.