وجّهت الشاعرة والكاتبة الدكتورة هند باغفار دعوتها لأمانة محافظة جدة برئاسة المفكر الشاب -كما وصفته- الدكتور هاني أبو راس بضرورة العمل على ترميم الجزء المردوم من «عين فرج يسر» الواقعة تحت دكاكين أمامية في سوق العلوي. وخلال محاضرتها مساء أمس الأول في بيت نصيف التاريخي بوسط البلد بجدة ضمن اليوم الثالث لفعالية الأسبوع الثقافي والذي يقام برعاية أمانة جدة وبتنظيم جمعية المحافظة على التراث العمراني لمدينة جدة، قالت باغفار: تلقيت دعوة ساهمت في نزولي لمنطقة البلد التي تحمل العديد من الذكريات الجميلة والقديمة ونحن هنا لإثبات إصرارنا على وجوب إحياء هذه المنطقة، وأضافت: سمعنا قبل أعوام أنه تم وضع برنامج يكفل الاهتمام بالمنطقة التاريخية وللأسف إلى يومنا هذا لم نشاهد شيئًا يذكر. ثم تطرّقت لموضوع المحاضرة الذي كان بعنوان «الملابس في الحجاز» وتحدثت عن سر اختلاف العادات الاجتماعية في المنطقة وأوضحت أن من الأسباب ما يعود لآلاف السنين عن طريق الهجرات الجماعية فكان يفد للحجاز الملايين من الناس تختلف أشكالهم وألوانهم يحملون معهم ثقافاتهم وعاداتهم المختلفة. كما تحدثت عن أصول العادات الاجتماعية والتي تعود لعصور مختلفة منها العصور الإسلامية والعصر الأموي والعباسي والمالكي والفاطمي والأيوبي والإسلامي، مضيفة أن البعض من ثقافات هذه العصور قد اختفت بينما القليل منها مازال يمارس في شهر رمضان والعيدين. كما تحدثت باغفار عن عادات الشهر الفضيل بذكر قصة مدفع رمضان، وكيفية تحرّي ليلة العيد وما يقوم به الناس استعدادًا لها، مضيفة على ذلك بعض الأهازيج التي كان يطلقها الصغار احتفاء بهذه المناسبة، كما ذكرت بعض عادات وتقاليد النساء في العيد. وفيما يخص «عين فرج يسر» قالت: قبل أن تختم حديثها: أود أن أقدم للجميع معلومة هامة تخص «عين فرج يسر» والتي مضى عليها أكثر من 300 سنة أو أكثر فقد كانت مهمتها حين ذاك أن تسقي أهل المنطقة الماء العذب ولكن لعدم صيانة العين تم ردمها وهدمها وإغلاقها ونظرًا لشح المياه فيما بعد قام أحد تجار المنطقة والذي عُرف بفرج يسر بدعوة كافة التجار للمشاركة في ترميم العين وإعادة إحيائها وفعلاً تم ذلك منذ سنوات طويلة، ثم بعدها بسنوات قام أحد كبار السن في المنطقة بتوجيه بلدية المنطقة لمكان العين لتقوم البلدية في حينها بحفرها من جديد وترميمها، وتبقّي الجزء الثاني الذي أطلب من الأمانة برئاسة المفكر الشاب الدكتور هاني أبو راس أن تقوم بدورها بحفر الجزء الثاني وترميمه لأن العين تعتبر جزءا تاريخيا، ولتصبح «عين فرج يسر» بمثابة المزار التاريخي للزوار وسكان المنطقة.