لا تكاد تخلومناسبة إلا وتجد كثيرًا من الشباب يتسابقون إلى تقديم القهوة للضيوف حيث يجدون الرجولة في تقديمها إلى الحاضرين داخل المجلس بكل يسر وسهولة بل تجد الكثير منهم يتهيأ حتى في اللباس والشكل لكي يكون جاهزًا لتقديمها. ويعتبر هز الفنجان بالاكتفاء من الشرب ولفناجين القهوة العربية مسميات عديدة وهي متعارف عليها قديمًا والتي من ضمنها فنجان «الهيف»، الذي يشربه صاحب المجلس أمام ضيوفه لإثبات سلامة القهوة، وفنجان «الضيف» باعتباره يحل محل العيش والملح بين المضيف والضيف، و»الكيف» الخاص بالتذوق والمزاج، إضافة إلى «السيف»، الذي يلزم الضيف بالدفاع. واندثرت مسميات عند الكثير من المجتمعات بعض العادات المرتبطة بالقهوة وتزيد أهمية فنجان القهوة عند طلب معين أو للزواج أو لحقوق وقائمة ، فيضعون الفنجان أمامهم ولا يشربونه حتى يسأله المضيف عن حاجته ويلبيها لهم. ويشير محمد السبيعي إلى أن الآباء يحرصون على تعليم أبنائهم طريقة تقديم القهوة بالطريقة المتعارف عليها وفقًا لأنطمة وقواعد واضحة للجميع حيث يعتني الكثير منهم بأهمية معرفة أصول صب القهوة والطقوس المتعارف عليها. ويصف عبدالله الجيلاني القهوة بأن لها طريقة خاصة في التقديم حيث تمسك الدلة باليد اليسرى والفناجين باليد اليمنى وكذلك الوقوف أثناء صب القهوة والإنحاء أثناء تقديم الفنجان وأن لا يبدأ بصب القهوة من اليسار وأن تبدأ باليمين. ويوضح خالد الغامدي أن الكثير من الشباب لا يعرفون الطريقة الصحيحة في تحضير القهوة ناهيك عن من هم لا يعرفون تحضيرها كليًا ويرجع السبب في ذلك إلى عدم اهتمام آبائهم بتعليمهم طريقة القهوة حيث دأبوا على شربها من أيدٍ لا تتقن إعداد القهوة بالطريقة المحببة. ويقول سعد الغامدي للقهوة العربية تاريخها العريق لاسيما مع الرحل البدو في شبه الجزيرة العربية وأخذت القهوة العربية مع مرور الزمن محلا خاصًا لدى الرجل البدوي حيث أصبحت من أهم ما يكرم فيه الضيف عند قدومه. ويشير أحمد العلي إلى أن طريقة تقديم القهوة العربية للضيف تكون بعد السلام عليه وإيجاد مكان مناسب لجلوسه، ويتم تقديمها باليد اليمنى. ويشير سعد الغامدي إلى أنه عند صب القهوة في الفنجان لا يتم ملؤه ويكون وسط بل هو ربع الفنجان كما أنه لايقدم الفنجان المكسور لأنه يعد عيبًا كبيرًا وعلى الضيف أن يشرب القهوة بينما يجد أحمد مهنا الإعجاب في قيامه بصب القهوة للرجال ويجد فيها المتعة والرجولة حيث يراه شرفًا له وهويقف وسط المجلس ويدور على الرجال بصب القهوة. ويوضح عائض السعدي أنه يقوم بالإشراف على مراحلها خطوة بخطوة، ويشير إلى أن هناك تنافس بين الشباب في المناسبات في تقديم القهوة حيث يجدون فيها المرجلة على حد قوله. أما فهد العسيري فيوضح أن طقوس صب القهوة لها بروتوكولات لابد من معرفتها فعند سكب القهوة وتقديمها للضّيوف يجب أن تبدأ من اليمين عملاً بالسّنة الشريفة، أوتبدأ بالضيف مباشرةً إذا كان من كبار السّن. والمُتعارف عليه أنّك تصبّ القهوة حتّى يقول الضّيف «كفى» ويُعبّر عن ذلك بقوله: « بس «أو»أكرِم» أوبِهَزّ فنجان القهوة.