اشتهرت المدينةالمنورة ببعض الألوان الشبابية والالعاب الشعبية والتي تؤدى في المناسبات والأفراح والأعياد، وللتعرف اكثر على اهم وأبرز تلك الألوان الشعبية بالمنطقة قال خلف الحربي رئيس فرقة المدينة للفنون الشعبية والتي تشارك سنويا ضمن وفد منطقة المدينةالمنورة والتي تقدم فنون المنطقة ضمن مشاركتها بالمهرجان الوطني للتراث والثقافة في الجنادرية: إن لعبة الزير تعتبر من الألوان الشعبية المميزة للمنطقة ويحظى بشعبية كبيرة نظرا لتنوع ايقاعاته وجمال ترديد ابيات (غصونه)، والتي يقول عنها الحربي: لون الزير يستخدم في المناسبات كالزواج والاحتفالات والاعياد ويسمى شاعر الزير ب(الربان) ولايقتصر على شاعر واحد ويمكن أن يؤدى بشاعرين أو ثلاثة أو اربعة حسب تمكن المشاركين بدور الربان من حفظ غصون وكلمات هذا اللون، ويضيف: تقدم من خلاله (24) غصنا بالترتيب وهي كلمات فلكلورية متوارثة ومحفوظة ابا عن جد يتناولها الربان تواليا محاط بمرددين بعدد غير محدد على شكل دائرة يطلق عليهم (الصفاوية). وعن الادوات المستخدمة في فن الزير يقول: أولا الزير وهوعبارة عن نصف برميل أو زير من الفخار يغطى اعلاه بجلد جملي او بقري مدبوغ يتم الضرب عليه من قبل ضارب الزير بعصي كبيرة تسمى (المنقار) وجمعها مناقير ويتوسط ضارب الزير المجموعة ويبدأ الضرب عليه حسب اللون الذي يرغبة اللاعبون، فهناك من العاب الزير ما يسمونه (زيد) وهو السائد في المدينة ووادي الصفراء ووادي الفرع إضافة إلى لون الحرابي والبدواني وهي من الوان الفنون الشعبية التي تحظى بمتابعة كبيرة ولها عشاقها العارفون بها. بين صفين ويجري اللعب خلالها بين صفين، إذ يقف اللاعبون في صفين متقابلين وقوفا ولكل صف ربان وتستخدم فيها السيوف، كما أن لعبة الرديح والتي تشبه في بعض تفاصيلها لعبة الزير إلا أن الزير لا يستخدم وحده بل يصاحبه مجموعة من الطيران ويؤديها الشباب في البداية لمدة نصف ساعة تقريبا. الدوران بالعصي المزمار وهي لعبة يزاولها بالدوران بالعصي حول النار الكبار في السن والشباب، ادواتها المرجف او الدم بضم الدال والنقرزان والقطاع والمراد أو المرواس وجميعها ادوات ايقاعيه إذ يقف على جانبي الفرقة الايقاعية صفان متقابلان وهي من الفنون الشعبية التي كانت تزاول في الحارة قديما وكانت توقد النار للعب المزمار من حولها في الليل لتنير المكان ولتدفئة وتسخين الطيران كذلك ويبقى من يريد اللعب واقفا في الحلقة وفي يد كل منهم عصا فإذا بدأ الزومال أو الانشاد يكون نزول الراقصين بالعصي اثنين اثنين (زوج) ويسمى الجوش ويقومون بالتلويح بالعصي بطريقة إبداعية تمتع الناظر مع حركة متوافقة مع الايقاعات. لون الخبيتي اما لون الخبيتي فيؤدى جلوسا بعدد غير محدد ويستخدم فيه البوص أو السمسمية ويرتدي الراقصون لهذا الفن الثوب الحربي او ثوب الحويشي بألوانه المتعددة واضعين عليه المسبت والحزام. الرديح والمراد وهي الوان شعبية يؤديها اهل البادية بالمنطقة او ما يعرف بالمبادعة، إذ يقف فيها صفان متقابلان يتوسطهما شاعران يرتجلان ابيات الشعر ليرددها كل صف وتحظى بمتابعة شعبية كبيرة ولها شعراؤها المعروفون ويتجلى فيها مقدرة الشعراء على الارتجال في اللحظة للمحاورة مع الشاعر المقابل بكلمات تتواكب مع المناسبة وسط حضور جمع كبير من محبي هذه الفنون الشعبية الاصيلة وفي اجواء مليئة بالفرح. ويختتم الحربي بالقول: إن الاقبال المتزايد من الجمهور لزيارة جناح بيت المدينة المشارك في المهرجان الوطني للتراث والثقافة بالجنادرية يؤكد قيمة هذه الفنون واصالتها، ويضيف أن لون المزمار والخبيتي والالوان البحرية الاكثر طلبا من الجمهور.