تتشكل في العرضة منظومة جماعية فنية تتوافق فيها الأشعار مع حركة العراضة مع نغمات الإيقاع لمن يقوم بالضرب على الطبول، والذي يسمى بالعامية في المنطقة «ناقع الزير»، والزير هو آلة الإيقاع المصنوعة من جلود الحيوانات. وجاءت التسمية اشتقاقًا من أرفع أوتار العود، ويقوم بالضرب عليه اثنان، في إيقاع يوافق الحركة الجسدية، ليتجلى للمشاهد من خلاله اللغة الجسدية، لمن يؤدي تلك الحركة الجماعية للتعبير عن مناسبة مثل الزواج أو الصلح بين القبائل أو مناسبات الأعياد، والعرضة لا بد لها من زير، والأفضل ثلاثة؛ لأن أحدهم يكون ضابط إيقاع بينما الثاني يكون بمثابة المرد، بينما الثالث بمثابة المصقاع. ومن هنا دخلت الدفوف لأداء هذا الدور مع استخدام الزير، حيث يتحول الثلاثة إلى ضبط للإيقاع بينما الدفوف تقوم بالأدوار الأخرى، وهذا ما جعل عدد الدفوف المصاحبة لبعض الفرق يصل إلى 10دفوف مما جعل أسعار الفرق في تباين كبير. أصول العرضة ويقول محمد المرزوقي أحد المهتمين بالفولكلور الشعبي أن العرضة هي الأكثر تعاملاً مع الجمهور الفردي والجماعي، فهي تستقطب كافة أعداد المشاركين، بينما يكون اللعب عبارة عن صفين متقابلين يؤديان من خلال التقابل. أما العرضة فهي عبارة عن صفٍ متصل يتلقى «البدع» ومن ثم يردد آخر شطر من آخر بيت ويسمى «المحراف الأخير»، أما النصف الآخر من المشاركين فيردد «الرد»، وبعد ترديد الرد مرتين إلى ثلاث يتحول الصف إلى صفين من خلال تحول كل شخص إلى الشخص الذي بجانبه لتبدأ مسيرة الصفين على إيقاع الزير، ويستمر الترديد إلى مسيرة يتراوح زمنه ما بين 3 و6 دقائق، ومن ثم الاستماع إلى بدع يليه الرد، ومن ثم التحول إلى صفين وهكذا. ويشارك داخل ميدان العرضة أشخاص بشكل فردي أو اثنين إلى ثلاثة ويسمون الراقصين أو الرفاصة، وهؤلاء يجولون الميدان بأداء مختلف من حيث السرعة والقفز عاليًا، ومهمتهم أيضًا ضبط حركة الجميع من حيث الأداء بالأرجل وهو ما يعرف ب «النقلة»، أي نقلة القدم. لذلك فإن العرضة تشارك سنويًّا خلال موسم صيف الباحة فيما يخص احتفالات الزواج إلى ما يزيد عن 150 حفلة، ولعل ما يزيد الإقبال على احتفالات العرضة هي أسماء شعرائها، الذين يحظون بقاعدة جماهيرية كبيرة. ضبط الطرق ويوضح الشاعر والباحث في الفنون الشعبية سعيد مسفر الوزاب أن ناقع الزير هو الذي يقوم بترجمة الطرق أو اللحن الذي يقوله الشاعر إلى إيقاعات؛ لكي تكون ضابطًا لحركة العراضة أثناء العرضة، وتختلف النغمة بناءً على ما يقوله الشاعر. وأحيانًا تستخدم الدفوف كإضافة إلى الزير. ويؤكد عبدالرحمن الغامدي، أحد نقاعة الزير: أن للزير أهمية كبيرة في تسيير العرضة متى ما كان الناقع مبدعًا يجعل الحضور يتراقص على أنغامه، ونستطيع أن نقول إن الزير هو نكهةٌ للعرضة بجميع أنواعها على مر العصور، وقد برز العديد من نقّاعة الزير خلال السنوات الماضية. ويقول الباحث أحمد سعيد بن سلم في أحد مؤلفاته إن الزير عبارة عن نصف برميل أو زير من الفخار، تغطى فوهته بجلد جمل مدبوغ ومعتنى به، ثم يترك ذلك الجلد حتى يجف، فإذا ضرب عليه بعد جفافه بعصى أو ما شابهها يعطي صوتًا مدويًّا يسمع من بعيد، وفي فن الزير هذا يتصدر ضارب الزير المجلس أو مكان ممارسة اللعب، ويبدأ في الضرب عليه حسب اللون الذي يرغبه اللاعبون، لأن لكل لون من ألوان اللعب على الزير ضربًا خاصًّا ووقعًا معينًا.