تواصلت أمس عمليات القصف والاشتباكات في ريف دمشق وحمص مع اقتحام لخربة غزالة في درعا. وفيما وصل وفد من المراقبين الدوليين في سوريا الى التريمسة للتحقق مما جرى بعد سقوط 150 قتيلا في البلدة قبل يومين، بحسب المتحدثة باسم بعثة المراقبين سوسن غوشة. أفاد ناشط اعلامي يدعى ابوغازي أن «المراقبين الدوليين عاينوا اماكن القصف وأجروا مقابلات مع الاهالي. يأتي ذلك، فيما شبهت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية أمس ما يحدث في سوريا من تطهير عرقي بما حدث في العراق عام 2006، محذرة من تداعيات الأحداث على استقرار المنطقة في حالة استمرار الوضع. وتساءلت الصحيفة عما إذا كان ينبغي على الولاياتالمتحدة لعب دور في صياغة مستقبل سوريا لجهة ضرورة وضع نهاية لهذا النظام الجائر، أو انه ينبغي أن تنأى بنفسها عن تلك المهمة تاركة المجال لحلها من خلال المبادئ الديمقراطية؟. ورأت الصحيفة أنه بإمكان واشنطن اتخاذ موقف حيادي إزاء الأزمة، لكن ذلك سينطوي على مخاطر كبيرة، على حد وصفها؛ لأن من المرجح أن تمتد الأزمة السورية إلى العراق ولبنان إلى جانب زيادة تدفق اللاجئين السوريين إلى الدول المجاورة. وطالبت الصحيفة واشنطن زيادة دعمها للجيش السوري الحر وزيادة تسليحه، والعمل على توفير ممر إنساني آمن ومنطقة حظر طيران للحيلولة دون استخدام النظام طائرات الهليوكوبتر لقصف المدنيين. إلى ذلك، اعتبر الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون أن عدم اتفاق مجلس الامن يعطي الرئيس السوري بشار الاسد «ترخيصًا لارتكاب المزيد من المجازر». وحصدت أعمال العنف في سوريا أمس السبت 30 قتيلا غالبيتهم من المدنيين، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وفي محافظة درعا جنوب سوريا، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن مئات من جنود القوات النظامية اقتحموا بالدبابات وناقلات الجند المدرعة بلدة خربة غزالة وسط اطلاق رصاص كثيف، حيث بدأت حملة مداهمات واعتقالات في البلدة. وأفاد الناشط بيان أحمد من لجان التنسيق المحلية في اتصال هاتفي من خربة غزالة أن «قوات الأمن والشبيحة بدأت بعد توقف القصف باقتحام الحيين الغربي والشمالي للبلدة مع مداهمات وتفتيش وتكسير»، مشيرًا إلى أنها «تحرق كل بيت خال من السكان». ولفت الى أن «قوات الامن تدخل البلدة من دون مقاومة لأن عناصر الجيش الحر الذين كانوا فيها غادروها بشكل كامل»، لافتا إلى أن «الجرحى بالعشرات ولا يوجد إلا مواد اسعاف اولية». وفي ريف دمشق، أفاد المرصد أن سبعة مدنيين قتلوا، بينهم أربع سيدات وطفلة إثر سقوط قذيفة على منزل في مدينة دوما. وقتل ستة من المقاتلين المعارضين اثر الهجوم شنوه على حاجز للقوات النظامية في منطقة تل سلور في محافظة حلب على الحدود السورية التركية، بحسب المرصد الذي أشار إلى «مقتل ما لا يقل عن خمسة من عناصر الحاجز». واضاف المرصد أنه في حلب أيضا «استشهد مقاتل من الكتائب الثائرة المقاتلة من بلدة مارع خلال اشتباكات مع القوات النظامية على مداخل مدينة اعزاز». وفي محافظة حماة (وسط)، أشار المرصد إلى أن سيارة مفخخة استهدفت مفرزة الامن العسكري في مدينة محردة في ريف حماة، ما أدى إلى مقتل ثلاثة مدنيين بينهم سيدتان وطفل يبلغ من العمر 13 عامًا، بالإضافة إلى عنصر من الأمن العسكري. وفي مدينة حماة نفذت القوات النظامية حملة مداهمات واعتقالات في حي باب قبلي، بحسب المرصد الذي أشار إلى مقتل سائق سيارة أجرة إثر إصابته بإطلاق رصاص في حي الأربعين. وفي محافظة حمص وسط البلاد أشار المرصد إلى مقتل ستة أشخاص بينهم امرأة حامل جراء القصف على مدينة القصير في ريف حمص، وثلاثة مقاتلين معارضين. وبلغت حصيلة العنف في سوريا الجمعة 118 قتيلا بينهم 49 مدنيًا و37 من القوات النظامية و32 من المقاتلين المعارضين، بحسب المرصد.