عززت القوات السورية من عملياتها العسكرية ضد المحتجين المدنيين وركزت قصفها أمس على ريف دمشق وحمص مع اقتحام لخربة غزالة في درعا، بينما اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن عدم اتفاق مجلس الأمن يعطي الرئيس السوري بشار الأسد "ترخيصا لارتكاب مزيد من المجازر". وحصدت أعمال العنف العشرات غالبيتهم من المدنيين. وفي محافظة درعا ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن مئات من جنود القوات النظامية اقتحموا بالدبابات وناقلات الجند المدرعة بلدة خربة غزالة وسط إطلاق رصاص كثيف، حيث بدأت حملة مداهمات واعتقالات في البلدة. وأفاد الناشط بيان أحمد من لجان التنسيق المحلية في اتصال هاتفي من خربة غزالة أن "قوات الأمن والشبيحة بدأت بعد توقف القصف باقتحام الحيين الغربي والشمالي للبلدة مع مداهمات وتفتيش وتكسير"، مشيرا إلى أنها "تحرق كل بيت خال من السكان". ولفت إلى أن "قوات الأمن تدخل البلدة من دون مقاومة لأن عناصر الجيش الحر الذين كانوا فيها غادروها بشكل كامل"، لافتا إلى أن "الجرحى بالعشرات ولا توجد إلا مواد إسعاف أولية". وفي ريف دمشق قتل سبعة مدنيين بينهم أربع سيدات وطفلة إثر سقوط قذيفة على منزل في مدينة دوما. كما قتل ستة من المقاتلين المعارضين إثر هجوم شنوه على حاجز للقوات النظامية في منطقة تل سلور في محافظة حلب على الحدود التركية إضافة إلى ما لا يقل عن خمسة من عناصر الحاجز. وفي حلب أيضا "استشهد مقاتل من الثوار من بلدة مارع خلال اشتباكات مع القوات النظامية على مداخل مدينة اعزاز". وفي محافظة حماة، أشار المرصد إلى أن سيارة مفخخة استهدفت مفرزة الأمن العسكري في مدينة محردة في ريف حماة، ما أدى إلى مقتل ثلاثة مدنيين بالإضافة إلى عنصر من الأمن العسكري. وفي محافظة حمص قتل ستة أشخاص جراء القصف على مدينة القصير وثلاثة مقاتلين معارضين. دوليا، تواصلت ردود الفعل المستنكرة لمقتل نحو 250 شخصا في التريمسة في ريف حماة، حيث شدد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون على أنه يتعين على مجلس الأمن "توجيه رسالة قوية إلى الجميع مفادها أنه ستكون هناك عواقب" إذا لم تحترم خطة السلام التي وضعها المبعوث الدولي إلى سورية كوفي عنان. من جانبه، اتهم عنان الحكومة السورية "بالاستخفاف" بقرارات الأممالمتحدة، معتبرا في مذكرة وجهها إلى مجلس الأمن أن "استخدام المدفعية والدبابات والمروحيات في التريمسة الذي أكدته بعثة الأممالمتحدة في سورية يعد انتهاكا للالتزامات والتعهدات التي قطعتها الحكومة السورية بوقف استخدام الأسلحة الثقيلة" في المدن. ودخل وفد من المراقبين التريمسة أمس للتحقق مما جرى. وأكدت المتحدثة باسم البعثة سوسن غوشة أن "وفدا من المراقبين توجه إلى التريمسة للتحقق مما جرى وقد تمكنوا من دخول البلدة موضحة أن الموكب "تألف من 11 مركبة".