ينتهز كثير من السعوديين فرصة الإجازة الصيفية في السفر إلى بلدان عديدة، بُغية الترفيه والتنزّه، إلا أن عددا منهم يفضل التوجّه إلى بلدان لا تحظى باجتياح المصطافين السعوديين لأسباب لا أزعم معرفتها كلّها، على الرغم من شعوري الشخصي بمتعة أكبر عند زيارتي مجتمعات لا يزورها كثير من السعوديين، دون إساءة ظن أو سوء تقدير بهم، لاسمح الله. لكني استشففت من بعض معارفي تجنبهم - قدر الإمكان - وُجهات سفر السعوديين في مواسم الصيف، نتيجة السلوكيّات العامة غير المنضبطة التي ينتهجها بعضهم في أماكن التسوّق والترفيه، كضجيجهم ورفع أصواتهم أثناء الحديث، وإهمال ضبط سلوك أطفالهم، وعدم توجيههم إلى الالتزام بالهدوء والآداب العامة، وتجاوزهم طوابير الانتظار دون مراعاة لحقوق غيرهم، وعدم التقيّد بنظام المرور وما يتطلبه من ذوق وانضباط أثناء القيادة، إضافة إلى التعامل مع مُقدّمي الخدمة بشئ من التعالي وسوء التقدير، وتوزيع النظرات على غيرهم في الأماكن العامة بشكل فظّ ومُزعج، ناهيك عن انتشار بعض الشباب السعوديين الذين يتصرفون بشكل غير لائق مع النّساء، وخاصة بنات جلدتهم، نتيجة هوسهم المَرَضي بالمعاكسات والتحرّش اللفظي، بشكل يندى له جبين المرء خجلا. وإضافة إلى ما تقدّم، قد تشعر بعض العوائل السعودية بشيء من الخصوصية و "تغيير الجو"، بعيدا عن نظرات بعض مواطنيهم، لدى مزاولتهم بعض النشاطات العامة (كمشاهدة الأفلام في دور السينما، وتناول العشاء في مطاعم مختلفة، والتنزه في الحدائق العامة)، وهي نشاطات قد لا يُمكنهم مزاولتها بِحُرّية ودون تنغيص في المجتمع السعودي، لعوامل ثقافية، وتربوية، واجتماعية. في رأيي أن بعض السائحين السعوديين، يحتاجون لتعديل سلوكيّاتهم أثناء السفر إلى مجتمعات تهتمّ سنويا باستقبال عدد كبير من المُصطافين من مختلف المرجعيات والثقافات والجنسيات، فالمُسافر سفير مُجتمعه، يعكس صورة واقعية عن سلوكيّات أفراد بلده، ويعطي انطباعا عن أخلاقيّاتهم وثقافاتهم، وطُرق تعاملاتِهم الإنسانية، وأساليب تواصلهم الاجتماعي، شَعَر بذلك، أو لم يَشعر. [email protected] [email protected]