يشعر كثير من الزبائن المضطرين للتنزه في عدد من أماكن الترفيه والاصطياف في المجتمع السعودي، بالغُبن والامتعاض من مستوى «خدمة الزبائن»، في مقابل الشعور بالتقدير والراحة والبهجة، أثناء التنزه في عدد من المجتمعات الخليجية، ناهيك عن غيرها من المجتمعات الأجنبية، في حين أن المؤسسات المدنية في المجتمع السعودي لا تفتقر إلى القدرات البشرية أو المالية أو التقنية، لتوفير أفضل خدمات الزبائن، لكن المشكلة في رأيي تكمن في إطلاق مصطلح «مناطق سياحية» على أماكن ليست كذلك، حيث تخلو من بنية أساسية تنتمي للقرن الواحد والعشرين، وخدماتها المُقدّمة ليست تنافسية، فكيف وهي تتطلب مبالغ نقدية كبيرة لايمكن تبرير جدواها الاقتصادية !!. في رأيي أن أكثر ما يزعج في المناطق التي يقال عنها «سياحية» سوء التعامل مع الزبون، والتقليل من أهميته والاستهتار باحتياجاته، فكثير من العاملين بها، لايتقنون فن التخاطب مع الزبائن، ولا يعاملونهم بحرفية، فغالبهم يتقاضون رواتب زهيدة تخلو من الحوافز، بغض النظر عن أدائهم، أما في البقاع الدينية، فمهما ارتفعت أسعار المساكن، لايجد الزبائن بُدّا من الدفع، حتى مع افتقار بعضها للخدمات المناسبة، فأفئدة الناس تهوي إليها، وعاطفتهم الدينية أساس جذبهم ورضاهم، وضمان تسليمهم بالحال . ومع قلة المعروض - على علّته - وكثرة الطلب، يصعب على كثير من الناس تحمّل نفقات المساكن في منطقة «أبحر» مثلا، فإيجاراتها هي الأغلى في المنطقة، على الرغم من انخفاض مستواها السياحي، وشوارعها المتشققة المُهملة، لكن بعضهم يضطر لدفع مبالغ باهظة، لمجرد إلقاء نظرة على البحر دون أن تصد أنظارهم الأسوار العالية، وسط منغصات تعج بها تلك الأماكن المسمّاة مجازا «منتجعات». من الضروري في رأيي تهيئة الأجواء الملائمة لخدمة الزبائن بشكل أفضل، بدءا من تطوير خدمات المطارات ووسائل النقل، وكسر الاحتكار، وتأهيل الكوادر العاملة، مرورا برصف الشوارع المهترئة، وتوفير مواقف سيارات مناسبة للمنشأة الترفيهية، إضافة إلى ردع المستهترين والمزعجين، وليس انتهاء بتجهيز دورات مياه نظيفة في الأماكن العامة، لا تضطر بعضهم إلى قطع مغامرته السياحية، والعودة إلى بيته بصورة عاجلة!!. [email protected] صحيفة المدينة