في خبر نشرته صحيفة «عرب نيوز» (15 يوليو 2011)، وتناوله موقع «ياهوو» العالمي في صفحته الرئيسية، أطلق مسؤول رفيع في إدارة المرور بالإمارات العربية المتحدة تحذيرا خاصا بالمواطنين السعوديين الزائرين للإمارات، بضرورة «احترام قوانين المرور»، نتيجة كثرة مخالفات عدد منهم كتجاوزهم السرعة القانونية، وتغطية لوحات سياراتهم للتملّص من نظام الرصد الإلكتروني، إضافة إلى طلاء مقدمة سياراتهم بطلاء مختلف، موضحا أن غرامة مثل تلك المخالفات تصل إلى مبلغ (20,000 درهم إماراتي)، إضافة إلى إمكانية مصادرة المركبة. وأدعوكم إلى الاطلاع على التعليقات الموازية لهذا الخبر، لتشعروا بدرجة الامتعاض الشديد من ظاهرة تهوّر واستهتار كثير من السائقين السعوديين بأبسط قوانين السلامة المرورية. من المعروف أن سلوكيات الأفراد أثناء القيادة، تعطي انطباعا عن درجة رقيّهم الإنساني خلال تعاملاتهم الاجتماعية، وتبيّن مدى اهتمام مؤسسات المجتمع بتطبيق القوانين الرادعة بشتى الإمكانيات: التوعوية والتقنية والنظامية، التي من الواضح قصورها المخجل في المجتمع السعودي. ولهذا، لا أستغرب تدهور السلوكيات العامة عند كثير من أفراد المجتمع السعودي، واستهتارهم بالأنظمة المرورية في بعض الدول المجاورة، فالمشاهدات المستفزة لبعض المركبات التي تحمل لوحات تسجيل سعودية، خير شاهد على الممارسات التي يخجل منها المواطن السعودي الحريص على نقل صورة مشرفة عنه وعن بلده، لكن من تعوّد على مخالفة الأنظمة في مجتمعه دون رادع، يصعب عليه الالتزام بها في غيره من المجتمعات المنضبطة. وهنا أتساءل، هل لاحظتم معي انخفاض عدد دوريات المرور في كثير من الشوارع الحيوية ؟ وهل ساعدت مركبات «ساهر» في بعض الطرق على اتكالية بعض رجال المرور واسترخائهم ؟ أين هم عن رصد السيارات التي تعتدي على هيبة الأنظمة المرورية، وتتجاوز الخطوط الصفراء، وتنتهك حق الناس في السير بأمان، أو تصطف بطرق غير نظامية، وتنعطف بزوايا حادة حتى دون إعطاء إشارات تنبيه، فضلا عن مخالفة السائقين المشغولين باستخدام الهاتف النقال، وأصحاب السيارات ذوات الأضواء المكسورة، والإشارات المعطوبة، والتظليل الداكن الذي يحجب الرؤية الجيدة ؟ وهل ينحصر دور المرور في مباشرة الحوادث بعد وقوعها ؟ تساؤلات كثيرة تصب كلها في سؤال كبير ... أين المرور ؟!. [email protected]