لا أعرف من كلمات اللغة الإسبانية إلاّ أقلّ القليل، ومنها كلمة Bonita)) التي تعني: رائع!. والرائع، بل الأكثر من رائع، هو منتخب إسبانيا لكرة القدم، بطل أوروبا عام 2008، وبطل العالم عام 2010، وأخيراً وليس آخراً، بطل أوروبا عام 2012 ليلة الأحد الماضية!. هذا يعني بطولة واحدة خارقة للعادة كلّ عامين، والقادم حتماً هو أفضل، لأنّ ما بناه الاتحاد الإسباني لكرة القدم إثر فشله في تحقيق بطولة كأس العالم التي أقيمت على أرضه عام 1982 كان على أساسٍ صحيح، والبناء الذي يُبنى على الأساس الصحيح يُعمِّر طويلاً، ولا يخرّ ولا ينهار، بل يزداد صلابة وقوّة وعراقة!. وهذا البناء لم يكن جباراً بقدر ما كان ذكياً، حيث وجد الإتحاد الإسباني أنّ لديه أندية ثرية، وملاعب رسمية أكثر من الشعبية، ومواهب صغيرة، وتنافساً لدوداً لدرجة الخصومة والعداء بين أشهر أنديته: برشلونة وريال مدريد، فاعتبر كُلاًّ منها رأس مربّع، ونَمْذَجَ كلّ رأس، ثمّ وصّل الرؤوس ببعضها البعض، فسمح للأندية بمزيد من الإستثراء التجاري الذي لا غُبْن فيه، سواءً للأندية أو عليها، وزوّد عدد الملاعب الشعبية، حتى قيل إنّ هناك ملعباً شعبياً بجوار كلّ منشأة سياحية، وقد رأيت ذلك بنفسي حتى في أصغر القُرى، الساحلية والجبلية، فانهالت المواهب الصغيرة على الملاعب وتحولت إلى حلبات استكشاف لكلّ الأندية، بما في ذلك الأوروبية، ثمّ مَصَعَ آذان لاعبي برشلونة وريال مدريد الذين يُمثلون أكثر من 85 % من لاعبي المُنتخب وأفهمهم أنّ تنافسهم اللدود ينبغي أن يتحول إلى لُحْمة وطنية في المُنتخب!. هذا ما حصل فتتابعت الإنجازات، فمتى يحصل عندنا؟ فقد سئمنا الإخفاقات!. تويتر: @T_algashgari [email protected] @T_algashgari [email protected]