ليس المنتخب السعودي لكرة القدم هو المُنحدِر الوحيد في المستوى، بل كلّ الرياضة السعودية تدَحْدرت مثل كرة ثلجٍ من عَلٍ، ولهذا وجبت الكتابة عنها وحَصْحَصَتْ!. الرياضة يا سادتي مثل صناعة سيّارة، تمرّ بمراحل مختلفة ومتتالية، فإن جُوِّدت المراحل خرجت السيارة من خِدْرِها الإنتاجي ولا أروع، والعكس صحيح!. نحن للأسف لدينا مراحل كثيرة غير مُجوّدة، وساهمت في دحْدَرة الرياضة، وأستطيع تلخيص أهمّها فيما يلي: (1) شيوع الزواج ضمن دائرة القبيلة، فأفرز لنا أجيالاً ذوي بُنية هزيلة، لا حول لهم للتغلّب على رياضيين متكاملين جسديًّا ومهاريًّا!. (2) السهر والتغذية السيئة للأطفال، حتى أنّ زميلاً أجنبيًّا قال لي: أطفالكم يسهرون كالكبار، ويأكلون الجَنكْ فُودْ، والتسالي المُعلّبة!. (3) انعدام المنشآت الرياضية في الأحياء والمدارس لتفريخ المواهب، والفضل للتخبيط لا التخطيط لكثير من جهات التعليم والبلديات.. وهوامير الأراضي!. (4) بعد هذا كلّه لم تُعالِج الأندية -فضلاً عن الاتحادات الرياضية- الخلل الذي تسبّبت فيه هذه المراحل، رغم ثراء معظمها، بل زادته بتبنّي احتراف عشوائي غير حقيقي، هو في الحقيقة احتراق أكثر منه احتراف، وأفقدنا التأهّل للبطولات، وأكسبنا بدلاّ منه.. الترهّل!. طيب ما المطلوب الآن؟ بصراحة: إنها النظرة الشمولية في معالجة تدهور الرياضة، وإلاّ سنصرف مزيدًا من المليارات ولن نجْني إلاّ القهر والخيْبات!. تويتر: T_algashgari@ [email protected]