أنا على قابِ قوْسيْن أو أدنى من الإيمان بأنّ أمانةَ جدّة؛ أينما توجّهت لا تأتي بالخير المرجوّ، ومُخرجاتها تشوبها العِلَل، ويسودها الخلل!. ها هي جريدة الرياض تنشر مؤخرًا خبر اكتشاف مَزارِعَ كثيرةٍ في جدّة تُسْقى خضرواتُها بمياه المجاري، وتُباع في سوق الخضروات، الأمر الذي حدا بالمجلس البلدي للتوصية بفحص الخضروات في مختبرات الجودة لميناء جدّة الإسلامي!. لاحظوا أنّ المجلس البلدي، لا الأمانة، هو الذي بادر بالخير المرجوّ، وأنه لا يُوجد مختبر في السوق، ربّما منذ عقود، وأنّ طائفة دلاّلي السوق وشيخهم، ممّن يُقال أنهم يستلمون حِصّةً من المال عن كلّ صندوق خضروات يدخل إلى السوق، لم يكترثوا بإنشاء مختبر، هو من الضرورات، وأنّ مهمّتهم هي الاستثراء على حساب الناس، بِطناشٍ من الأمانة، رغم أنّ فيها إدارة للرقابة، رقابة إيه يَدّلْعَدِي؟! هذه رقابة الجراثيم وهي تسلك طريقها إلى بطون الناس، كما فيها إدارة لأسواق النفع العام، نفع عام إيه يَدّلْعَدِي؟! هذا نفع عام لأناس وضرر لآخرين، فمتى تأتي الأمانة بالخير المرجوّ؟! خيرٍ واحدٍ فقط، لله، ثمّ لجدّة ونَاسِها!. لقد التمسنا خير الأمانة في الأمطار، فصارت فيضانات، والتمسناه في الشوارع، فتدهورت وازدحمت، والتمسناه في البحر، فتلوّث جزءٌ منه وانغلق الباقي في وجه الفقراء، وها نحن نلتمسه في الخضروات، فتجرّعناها بنكهة المجاري، فماذا يأكل الناس؟! بل ماذا يأكل النباتيون؟! أيضطرّون للزراعة بأنفسهم؟! فأين؟! لقد نفدِت الأراضي، ولم يبق إلاّ أسطح وشُرْفات المنازل!. وها نحن نفِرّ من خِيَارِ أوروبا بسبب تلوّثه، وقد تكون خضرواتنا مثله، فيا الله: لسْنا مثل بني إسرائيل، بَطِرُوا من المَنّ والسلوى، فارزقنا بقْلًا وقِثّاءً وفُومًا وعدسًا وبصلًا، و و و، بنكهتها الطيبة التي خَلَقْتَها عليها، ولا (تِحْوِجْنا) للأمانة!. [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (47) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain