افتتح في جنيف أمس، اجتماع مجموعة العمل حول سوريا المكلفة بإيجاد توافق دولي حول فترة انتقالية سلمية في سوريا بتأخير ساعتين بسبب مشاورات تمهيدية عدة. وقال الموفد الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا كوفي انان أن المجموعة الدولية ستتحمل جزءا من المسؤولية عن القتلى الذين يسقطون في سوريا اذا بقيت منقسمة حول الازمة السورية. وفي كلمة القاها في افتتاح الاجتماع قال ان السوريين «سيكونون اكبر الضحايا، وقتلاهم لن يكونوا فقط نتيجة اعمال القتل، بل ايضا نتيجة عجزكم عن تجاوز انقساماتكم». واضاف: «من دون وحدتكم، ومن دون قراركم المشترك وعملكم في الوقت الراهن، كما سمعنا من الامين العام، لا احد يمكن أن يربح، وسيخسر الجميع في شكل من الاشكال». واوضح انان أن «حكم التاريخ علينا سيكون قاسيا اذا ما عجزنا عن سلوك الطريق الصحيح اليوم، ومخاطر فشل العمل معا واضحة، والمنافع المتأتية من سلوك الطريق نفسه واضحة». وقال انان انه آن الاوان لأن تعمل المجموعة الدولية بأقصى سرعتها، بعدما اقرت مبدأ ارسال المراقبين. واضاف: «يجب أن نتخذ التزامات تقود إلى افعال يتعين أن نقوم بها بصورة جماعية وتطبيقها في الايام والاسابيع والاشهر المقبلة». وتضم المجموعة التي تجتمع لاول مرة وزراء خارجية الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي (الولاياتالمتحدة والصين وروسيا وفرنسا وبريطانيا) وثلاث دول تمثل الجامعة العربية (العراق والكويت وقطر) وتركيا والامينين العامين للجامعة العربية والامم المتحدة ووزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي. واعلن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ قبل افتتاح الاجتماع انه ليس متأكدا من التوصل إلى اتفاق حول فترة انتقالية في سوريا بسبب معارضة روسيا والصين. وقال هيغ «اننا لم نتوصل إلى اتفاق مسبق مع روسيا والصين، ما زال ذلك صعبا، ولا اعلم أن كان هذا الامر ممكنا». ومن نقاط الاختلاف مسألة الحكومة الانتقالية ورحيل الرئيس بشار الاسد بينما اتفقت الدول الاوروبية والعربية والولاياتالمتحدة على عملية انتقالية، كما اضاف هيغ. وقد رفضت روسيا في الايام الاخيرة اقتراح انان الذي يقضي بأن يوافق الاسد على التخلي عن السلطة من اجل نجاح الخطة الانتقالية. وقال هيغ: «من غير المفيد توقيع اتفاق لا قيمة له او اتفاق لا يمكن أن يؤدي إلى احراز تقدم في الوضع...». وترى روسيا أن مصير الرئيس الاسد «يجب أن يتقرر في اطار حوار بين السوريين ومن قبل الشعب السوري نفسه». ولم يسفر الاجتماع التحضيري الجمعة على مستوى كبار الموظفين في الدول المشاركة، عن التوصل إلى توافق كما ذكرت مختلف المصادر المشاركة في التفاوض. واعتبر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أن «كوفي انان قدم مقترحات معقولة املا في أن تحصل على الدعم والتأييد». واضاف فابيوس أن «الوضع في سوريا وضع مأسوي. ويوميا ثمة عشرات وعشرات الاشخاص الذين يقتلون. ثمة حتى الان ما يفوق 15 الف شخص قتلوا منذ بداية هذا النزاع. ولا بد أن يتوقف ذلك وان تحصل عملية انتقالية». ميدانيا، وجهت منظمة سورية غير حكومية نداء إلى اللجنة الدولية للصليب الاحمر لارسال فرق طبية إلى مدينة دوما القريبة من دمشق، والتي تشهد عمليات عسكرية واسعة النطاق منذ 21 يونيو. وحذر الموفد الخاص للامم المتحدة والجامعة العربية كوفي انان من أن فشل اجتماع مجموعة العمل حول سوريا السبت، سيدفع دوامة العنف إلى نقطة «اللا عودة» في سوريا. واكد انان لصحيفة «لو تان» السويسرية السبت «اذا... كان جميع المشاركين في الاجتماع مستعدين للتحرك تبعا لما يقتضيه الظرف، نستطيع... وقف هذه الموجة من العنف وسلوك طريق السلام». واذا ما فشلت المفاوضات «ستستمر هذه الدوامة المشؤومة ويمكن أن تبلغ نقطة اللا عودة في القريب العاجل»، كما اضاف: «آن الاوان لجميع الذين يمارسون تأثيرا في الاطراف ولجميع الذين يتحملون مسؤولية حيال السلام والامن الدوليين التصرف بايجابية من اجل السلام».