اعلن دبلوماسي روسي رفيع المستوى الجمعة في ختام مباحثات مع وفد من وزارة الخارجية الاميركية في موسكو ان روسيا لا علم لديها باي خطط من قبل الرئيس بشار الاسد للتنحي عن السلطة تحت ضغط الغربيين. وصرح نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف لوكالة انباء ريا نوفوستي ردا على سؤال عما اذا كان الاسد ينوي التنحي «لا علم لدي بان لدى الرئيس السوري خططا من هذا القبيل». وكان بوغدانوف يتحدث في ختام اجتماع حول الازمة السورية بين دبلوماسيين روس ووفد اميركي برئاسة موفد وزارة الخارجية الاميركي فريديريك هوف في حين دعت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون امس الى رحيل الاسد. واضاف بوغدانوف ان روسيا مستعدة لدعم «تعديلات» محتملة على خطة انان «لضمان افضل الشروط الممكنة لتطبيقها من كافة الاطراف». ولم يوضح نائب الوزير طبيعة هذه التعديلات. من جانب آخر اعلنت فرنسا انها تؤيد مبادرة الوسيط الدولي كوفي انان لتشكيل مجموعة دول جديدة موكلة حل الازمة في سوريا على ما اعلن المتحدث باسم الخارجية الفرنسية بيرنار فاليرو الجمعة. وقال فاليرو «نحن نؤيد كل المبادرات الكفيلة بتسهيل تطبيق فعلي لخطة (كوفي) انان» مبعوث الاممالمتحدة والجامعة العربية لسوريا. وكان الناطق باسم الخارجية يرد على سؤال عن الفكرة التي اقترحها انان بانشاء مجموعة صغيرة تضم عددا من الدول بهدف التوصل الى حل في سوريا بعد اكثر من 15 شهرا على حركة احتجاجية ضد نظام الرئيس بشار الاسد. غير ان باريس ما زالت تعارض مشاركة ايران حليفة دمشق في المجموعة التي قد تشمل بحسب دبلوماسيين، دول الغرب وقوة اقليمية على غرار تركيا والمملكة الى جانب روسيا والصين حليفتي سوريا. وقال فاليرو ان «ما قاله قبل يومين (وزير الخارجية) لوران فابيوس ما زال صالحا». وكان فابيوس قال لوكالة فرانس برس ان «ايران لا يمكن ان تشارك باي شكل لان مشاركتها ستتعارض اولا مع الهدف الذي ترمي اليه الضغوط القوية التي تمارس على سوريا، كما سيكون لهذا الامر تأثير على المحادثات حول البرنامج النووي الايراني وهذا الامر ليس مستحبا». واعلنت وزارة الخارجية الفرنسية امس الاول ان اجتماع مجموعة «اصدقاء سوريا» الذي اعلن الرئيس فرنسوا هولاند عن تنظيمه، سيعقد في السادس من تموز/يوليو في باريس. وبرر الناطق باسم الوزارة برنار فاليرو الدعوة الى الاجتماع «بالتفاقم المقلق للوضع في سوريا». الى ذلك اعلنت الحكومة الالمانية الجمعة انها «صدمت» للمجرزة الجديدة في سوريا وطلبت مجددا رحيل الرئيس بشار الاسد مشددة على «المسؤولية الخاصة» لروسيا. وقال المتحدث باسم الحكومة ستيفن سايبرت خلال مؤتمر صحافي في برلين ان «الحكومة الالمانية مصدومة لهذه المجزرة الجديدة». واضاف «هناك مجددا عدد كبير من الاشخاص يرجح بان يكون ثمانين على الاقل قتلوا بينهم نساء واطفال. علينا القول ان البعض قتل بوحشية». وقال الناطق الالماني ان «اي مسؤول يسمح بارتكاب مثل هذه الاعمال في بلاده فقد شرعيته»، مؤكدا انه «من غير الممكن ايجاد حل سياسي ووقف العنف مع الاسد رئيسا لسوريا». وتابع «ان الحكومة الالمانية تدعو مجددا (الرئيس السوري) الى افساح المجال لعملية انتقالية سلمية في سوريا». وشدد على «المسؤولية الخاصة» التي تتحملها روسيا، حليفة بشار الاسد في مجلس الامن الدولي. الى ذلك دعا وزير الخارجية الألماني جيدو فيسترفيله الأممالمتحدة الجمعة إلى فرض عقوبات عاجلة على سورية. وقال فيسترفيله امس خلال زيارته للعاصمة اللبنانية بيروت: «جهودنا الحالية لا تكفي» ، مؤكدا ضرورة اتخاذ «إجراءات سياسية ودبلوماسية جديدة أكثر قوة الآن». وأضاف فيسترفيله: «نعلم جميعا أن الوقت لا يمر فحسب، بل يجري». وناشد الوزير الألماني مجددا روسيا التي تمتلك حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن بعدم الاستمرار في دعم نظام الرئيس السوري بشار الأسد. من جانبها رفضت الصين الجمعة دعم نداء كوفي انان لمضاعفة الضغط على الحكومة السورية، مكتفية بتأكيد ضرورة التزام النظام ومجموعات المعارضة على حد سواء، بوقف اطلاق النار. وطلب المبعوث المشترك للجامعة العربية والاممالمتحدة كوفي انان الخميس من مجلس الامن الدولي مضاعفة الضغوط على الحكومة السورية لالزامها احترام خطته لانهاء الازمة معربا عن خشيته في تحولها سريعا «عصية على السيطرة»، كما ذكر دبلوماسيون. وردا على سؤالين عما اذا كانت الصين تؤيد دعوة انان تجنب المتحدث الصيني الاجابة. وكرر المتحدث باسم الخارجية الصينية ليو وايمين ان «الحكومة السورية والمعارضة عليهما تطبيق التزاماتهما بوقف اطلاق النار واعمال العنف»، متجنبا الاجابة عن السؤال. لكن بكين حليفة دمشق «نددت بقوة» بالمجزرة التي ارتكبت الاربعاء في القبير بمحافظة حماة (وسط) وسقط فيها عشرات القتلى، معربة عن رغبتها في ان «يمثل (مرتكبوها) سريعا امام القضاء».