سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
هاني شاكر ل المدينة : أنا وعبادي الجوهر عبرنا عن عمق العلاقات التاريخية بين مصر والسعودية ألبومى الديني لن يكون الأخير ولن أعتزل الغناء.. وابنتي قبل وفاتها لم تطلب مني الاعتزال
الإسلاميون في مصر ليسوا بهذه السذاجة ليحاربوا الفن والسياحة اعتبر المطرب المصري الكبير هاني شاكر أن مشاركته الغناء مع زميله الفنان السعودي الكبير عبادي الجوهر في أغنية وطنية مشتركة تعبّر عن عمق العلاقات السعودية المصرية، بأنها تجربة مهمة وهو سعيد جدًا بها. وقال هاني ل «الأربعاء»: هذه الأغنية الديو المشتركة بيننا هي فرصة طيبة وبخاصةً أنها تأتي في مناسبة مهمة، والفنان عبادي الجوهر فنان كبير وملحن كبير، وليس غريبًا أن نتعاون في أغنية مشتركة لأن السعودية ومصر أكبر من أي خلاف صغير لا يتجاوز كونه سحابة صيف. وأكد هاني شاكر أنه سعيد جدًا بهذه التجربة والتي وصفها بالمهمة في ذات الوقت، مشددًا على أن الأغنية حققت الهدف منها وتركت أثرًا إيجابيًا في نفوس الشعبين المصري والسعودي، وأضاف: الغناء لمصر والسعودية مع قيصر العود عبادي الجوهر تجربة رائعة في حياتي. الجدير بالذكر أن الفنانين عبادي الجوهر وهاني شاكر قدما سويًا أغنية (ديو) مشتركة بعنوان «مصر والسعودية» بدأت الكثير من الفضائيات العربية عرضها، من كلمات عبدالله أبوراس وتلحين مشترك للملحنين ناصر الصالح والمصري أحمد محيي والتوزيع الموسيقي مدحت خميس وتم تسجيلها وتصويرها في أستوديو صوت الحب بالقاهرة من إخراج شادي عبدالعليم، وقد شارك في الغناء 6 أطفال أشرفت عليهم أستاذة الموسيقى أميرة الناصر، وهذه الأغنية تأتي تتويجًا فنيًا لتجاوز الأزمة العابرة التي مرّت بين البلدين بسبب أحداث السفارة السعودية بالقاهرة وسجن مهرب مخدرات مصري. الفن والإسلاميون من ناحية أخرى شدّد الفنان هاني شاكر في حواره مع «الأربعاء» على أن الإسلاميين في مصر ليسوا بالسذاجة التي تجعلهم يقفون ضد الفن والسياحة أو يحاربونهما عقب وصول مرشحهم الرئاسي الدكتور محمد مرسي. واشار هاني إلى أن عودته للغناء بألبوم ديني مؤخرًا ليس بسبب صعود الإسلاميين للسلطة ولكن لأشياء أخرى لم يذكرها. وطالب شاكر بضرورة أن يخطط الجميع من حكومة ورئيس مجلس عسكري وأعضاء برلمان ثم رئيس جديد منتخب لمستقبل مصر السياسي والاقتصادي من أجل عودة السياحة في مصر كما كانت من قبل وأفضل، لأن مصر بلد سياحي في المقام الأول، متمنيًا أن يكون هناك اهتمام بالفن، وأن تصّدر مصر الفن وتتصدّر الساحة الفنية العربية من خلال فن راق كما كانت من قبل. ورأى هاني شاكر ضرورة عودة الأمن للشارع المصري، قائلا: لا يجب الحديث عن الفن أو السياحة قبل التطرّق إلى الأمور الجوهرية التي تتحكم في مصير البلد، موضحًا أن تركيا فيها حزب إسلامي يحكم البلاد وهي مهتمة بالسياحة والفن والأمن والاقتصاد حتى أصبحت قوة اقتصادية كبرى، ومتمنيًا أن يرى مصر كتركيا في القريب العاجل، فالحزب الإسلامي في تركيا لم يمنع السياحة أو الفن. وقال هاني شاكر: كنا نطالب منذ فترة طويلة ومن قبل الثورة المصرية ومن قبل الظروف الراهنة وصعود الإسلاميين بهذه الكثافة للبرلمان والمنافسة على منصب الرئيس بمنع فضائيات «العري كليب» لأنها ضد العرف والتقاليد وضد الأخلاق وضد الدين فهي تستغل الفن لإثارة الغرائز، وهذا شيء كنا نطالب به، وليس الإسلاميين فقط الذين يطالبون به الآن، والآن أتمنى أن يكون توجهّهم لحل مشكلاتنا لا العودة للوراء، ولا يجب أن نركز على بعض الأمور الدينية البسيطة ونترك مشكلاتنا الكبيرة. وعن مدى تأثر السياحة والفن بصعود الإسلاميين لسدة الحكم في مصر، أشار المطرب هاني شاكر بقوله: لا اعتقد أنهم بهذه السذاجة ليتحدثوا في هذه المواضيع ويحاربون الفن والسياحة، ولا اعتقد إن وجودهم سيمنع الغناء والسياحة في مصر لأن مثل هذه المواضيع غير قابلة للنقاش. وأضاف: برغم الحضور الكبير في العمليات الانتخابية الأخيرة، إلا أن هناك انتهاكات تمت فيها، كاستمرار الدعاية حتى أمام باب لجان الانتخاب برغم انه من المطلوب أن تغلق قبل موعد الانتخابات ب 48 ساعة في فترة الصمت الانتخابي، كما كان هناك استغلال للجامع والكنيسة في الدعاية الإنتخابية طوال الفترة الماضية، وكأن المسألة أصبحت صراعًا وحربًا بين المسلمين والأقباط، فهذه من أسوأ المساوئ التي أفرزتها العملية الانتخابية لأننا طوال عمرنا لم نر مصر بهذا الشكل في الدعاية الانتخابية. وحول ما إذا كان اتجاهه للغناء الديني بسبب انتشار الأغنية الدينية مؤخرًا أو بسبب المد الديني في المجتمع أو كمعادل موضوعي لأغنيات العري كليب أو بسبب صعود الإسلاميين، أجاب شاكر: الغناء الديني ليس له وقت أو مناسبة، والسنة كلها تستطيع أن تغني خلالها الأغنية الدينية، وهي بالفعل رد على حالة التجاوزات المتواجدة الآن على بعض الشاشات المصرية والعربية الغنائية لأن ما يحدث بصراحة في تلك القنوات الغنائية لا أسمّيه فنًا، فهو شيء آخر غير الفن، شيء رخيص ومبتذل يثير غرائز الشباب، وانتشار الأغنية الدينية مؤخرًا من الممكن أن يكون ردًا على ما يحدث وليس بسبب صعود الإسلاميين لأن الجميع لن يتجه للغناء الديني. وكان هاني شاكر قد عاد للغناء بتقديم ألبوم ديني مع الشاعر نبيل خلف والملحن وليد سعد والموزع عادل عايش، ويقول عن هذا الألبوم انه تضمن عشر أغنيات مدح في الرسول عليه الصلاة والسلام وعن أسماء الله الحسنى مثل «المعين» و»الرزاق» حيث تتناول الأغنية اسم فقط من أسماء الله الحسنى وليس كل الأسماء، وهذه هي التجربة الثانية مع فريق العمل الذي تعاون معه في العام الماضي من خلال رباعيات دينية أيضًا حققت نجاحًا لافتًا. وأوضح هاني شاكر أن غناءه هذا اللون كان بسبب الظروف الراهنة في مصر وثورات الربيع العربي، والتي لم يكن مناسبًا معها الغناء العاطفي، فضلا عن الحالة النفسية التي تعرّض لها بوفاة ابنته (دينا) في ريعان شبابها مؤخرًا. وقال: في الفترة الأخيرة لم أجد شيئًا يخرجني من هذه الأزمة التي عشتها سوى الغناء الديني، ومن بداية العام المقبل قد تتغير الكثير من الأمور في الساحة الغنائية وسوف يعود الغناء المصري كما كان مزدهرًا في الماضي، لأن مصر دولة كبيرة ولا يمكن أن تستمر في عثرتها الأخيرة لفترة أطول من هذا. ونفى شاكر ما تردد مؤخرًا بأنه كان في طريقه للاعتزال وأن ألبومه الديني سيكون الأخير في مشواره الغنائي، مؤكدًا أنه لن يعتزل الغناء مستقبلا ولم تكن لديه نية لذلك ولم يفكر في الاعتزال لأن كل شيء بأمر الله ولا راد لقضائه. وقال: ابنتي قبل وفاتها لم تطلب مني اعتزال الغناء أو الاستمرار فيه، إنها الآن في رحمة الله وأدعو الله أن يُسكنها فسيح جناته، إلا أنها في الوقت ذاته كانت تتمنى أن نحقق لها حلمها في تربية ابنها «مجدي» وابنتها «مليكة»، وهما الآن يعيشان معي أنا وزوجتي نهلة، وقد خفّفا كثيرًا من أزمتنا النفسية والمعنوية في هذا المصاب الجلل.