أمسِ كان الحديث عن واقع (التَّمريض السعودي)، وقد تمّ الإشارة إلى بعض المعوقات التي تعترض مسيرته؛ وواقع الحال ينطق بأن أهم وأخطر تلك المعوقات: (عدم اعتراف الصحة) بالمشكلة؛ فتصريحاتهم حول نسبة السّعْودة في مجال التمريض، وصعوباتها متناقضة!! فمثلاً نقلت صحيفة (عكاظ) قبل أسبوعين تصريحاً لمدير عام التمريض في المملكة أكد فيها ان بعض مستشفيات (محافظة جدة)، وَصَلت نسبة السعوديين في التّمريض فيها ( 100% ) !! أما صحيفة المدينة في عددها الصادر يوم الثلاثاء 8 مايو الماضي فقد نقلت من أروقة حفل تخريج طالبات كلية التمريض بالرياض؛ تأكيدات بعض المسئولين باحتياج المملكة إلى (20عاماً) لتحقيق هذا الهدف على الأقل؛ ومما يؤكد هذا التناقض الغريب، ما رصدته وسائل الإعلام من تَعَاقُد ( الصحة ) مع أكثر من (3000) ممرضة من الهِنْد؛ بينما خريجو الدبلومات الصحية عاطلون يطرقون أبواب المسئولين صباحَ مسَاء!! ولعل من أهم الوسائل لمحاولة معالجَة هموم التمريض السعودي: * أن تعترف الصحة بالمشكلة، وأن تفتح المالية اعتماداتها ؛ وأن توفر الخدمة المدنية الوظائف اللازمة ! * إعادة تأهيل الممرضين والممرضات، وتطوير قدراتهم بالدورات التدريبية، وهم على رأس العَمَل! * لابد من التدقيق في صفات الراغبين في ممارسة هذا العمل من خلال الفحص والاختبارات المناسبة ! * إيجاد بيئة عمل مناسبة للسعوديين والسعوديات وخاصة الفتيات ! * زيادة الحوافز المالية لتشجيع الشباب والفتيات على الانخراط في تلك المهنة الإنسانية الشريفة * نشر برامج توعوية بأهمية التمريض، وعظم رسالة من يقومون به من خلال وسائل الإعلام والمنابر المختلفة لتغيير الصورة السلبية عن التمريض عند بعض فئات المجتمع . ويبقى أن الدور الأكبر في مواجهة تحديات التمريض السعودي يقع على عاتق السعوديين والسعوديات في إخلاصهم وتفانيهم في العمل، وأن يدركوا أنّ ( التمريض ) قبل أن يكون مجرد وظيفة هو عَمَل إنساني ورسالة سامية. [email protected]