فقدت بلادنا يوم السبت 26/7/1433ه، 16/6/2012م أحد قادتها المميزَّين الذين حافظوا على استقرارها الأمني، إنه الأمير نايف بن عبدالعزيز، الذي سهر الليالي من أجل أن تبقى بلادنا آمنة يهنأ أهلها بنعمة الأمن والاستقرار. تميز الأمير نايف بخصال كثيرة من أهمها الحكمة، فهو حكيم شهد له بذلك كل من عرفه وشهد له بذلك معالجته للأمور، وهو إلى جانب ذلك اتصف بالتواضع، ورعاية أمور خيرية كثيرة، لعل من أبرزها جائزة السنة النبوية التي أسسها ورعاها، واختار لها أن تكون في المدينةالمنورة مهد السنة النبوية، وستبقى حسنة جارية له. الأمير نايف إذا حادثه متكلم أنصت إليه، وإذا أجابه أجاب بجواب يدل على أنه بصمته استوعب الكلام، وإذا عقد مؤتمراً صحفياً أنصت لسماع السؤال فيأتي جوابه جواباً شافياً لسؤال السائل، وهوفي كل ذلك يزينه الحلم فاجتمع له حكمة الحكيم، وحلم الحليم، دون أن يؤثر على ذلك ما هو فيه من علو المنصب، فهو يملك حكمة الصمت، وصمت الحكمة، وجواب الحكيم. قبل عدة سنوات دعا مجموعة من الإعلاميين لمناقشة دور الإعلام في القوى العاملة، وكان إذ ذاك رئيساً لمجلس القوى العاملة، وكنت واحداً من المدعوين ولم يزد كلامه في بداية اللقاء عن عشر دقائق ركز فيها على أن الحرص على مصلحة الوطن هو شأننا في هذا اللقاء، ثم سمع مداخلة كل واحد من المداخلين وعددهم حوالى الأربعين، حتى إذا ما انتهت المداخلات أجاب عن كل ما طرح بالترتيب نفسه، ولو لم تكن الأسئلة غير محضرة لتبادر للذهن أن الأجوبة محضرة، فقد جاءت صريحة شفافة شافية، واستمر الحوار حوالى 4 ساعات لم يقطعه إلا التنبيه إلى قرب وجبة السحور حيث كان اللقاء في رمضان. في كل لقاء تستوقف المتابعين دقة أجوبة الأمير نايف وشفافيتها ومن ذلك لقاؤه السنوي في منى بعد جولته في المشاعر المقدسة لتفقد جاهزيتها لاستقبال حجاج بيت الله، وقد شهدت هذه اللقاءات عدة سنوات، ويشعر من حضرها أن راحة الحاج همٌّ من أكبر هموم الأمير نايف ليس من الناحية الأمنية فحسب بل من كل النواحي. لا أظن من سيكتب عن الأمير نايف إلا سيقف طويلاً عند حزمه وصرامته، في حفظ أمن بلادنا، وحسبه أن يكون قد عالج موضوع التطرف والإرهاب بما جعل بلادنا تخرج منه سالمة ممتعة باستقرار أمني وتقدم تجربة في مناصحة المخلين بالأمن صارت نموذجاً يحذو حذوه كثير من الدول التي ابتليت بالإرهاب ويقف عند التجربة كل معنيٍّ بهذا الموضوع. من أهم ما يوصف به الأمير نايف تمسكه بالمبادئ الإسلامية وحرصه على الهوية العربية ولم يتسامح في ذلك تحت كل الظروف التي عصفت بالعالم، وبقي صامداً صمودَ من رضع الاصالة، وعرف أهمية الهوية العربية الإسلامية. الأمير نايف تاريخ طويل لا يمكن اختصاره في سطور وقامة وطنية لا يمكن إيجاز حياته وإنجازاته في كلمات، وهكذا يكون رجال التاريخ يموتون جسماً ويبقون عمراً بإنجازاتهم ومواقفهم رحمه الله وغفر له وعوض بلاده عنه خيراً. فاكس:012389934 [email protected]