صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية يتّصف بالحكمة، وسداد الرأي، ورجاحة العقل والصبر والأناة، وتلك من أسباب النجاح الأمني في المملكة الذي أنتج استقرارًا أمنيًّا نعمت به بلادنا ومواطنوها. والحكمة السياسية في مواجهة الأمور هي ما عامل به سمو الأمير نايف ما تعرضت له بلادنا من هجمة إرهابية، وبتلك الحكمة تجاوزت بلادنا مرحلة من أهم مراحلها الأمنية، فوأدت الفتنة، وسارت قافلة الأمن الوطني، وظل الأمن هو السياج الذي تستظل به بلادنا، والحارس الأمين على وحدتها الوطنية. الأمن في الأوطان نعمة كبرى تتضاءل أمامها كل النعم الأخرى، بل لن يجد المواطن طعمًا لأي نعمة إذا فقد الأمن، وقد قاد الأمير نايف سفينة الأمن قيادة السياسي الحكيم الذي يرى أن الأمن تاج النعم، به ينام المواطن سعيدًا، وبه يعمل سعيدًا، وبه يقيم سعيدًا، ويسافر سعيدًا، وبه يأمن على نفسه وولده وماله. والأمن أوسع من أن يُحصر في الأمور الجنائية، والاعتداء على الآخرين، بل هو يمتد إلى الأمن الفكري الذي يؤدّي خلله إلى خلل الأمن العام، ولذا عُني الأمير نايف بالأمن الفكري الذي هو أساس للأمن الشامل، ولولا الانحراف الفكري لما سلك أولئك الشباب (الذين رأوا في التفجيرات دينًا) مسلك الموت لأنفسهم ولمواطنيهم، وبالفكر تستقيم الحياة في كل شؤونها، وبانحرافه تختل شؤونها، والعناية بالأمن الفكري قضاء على جذور الإخلال بالأمن. والأمن الوطني يمتد إلى وسائل الإعلام التي صارت مؤثرًا في استتباب الأمن أو اختلاله، فهي تدخل كل بيت وتصل إلى كل عقل، يتابعها الصغير والكبير، وتأثيرها في أمن الأوطان صار ظاهرًا للعيان، سواء منها ما هو من الداخل، أو ما هو موجه من الخارج، وقد كان لسمو الأمير نايف دور كبير في إقرار السياسة الإعلامية للمملكة عندما كان رئيسًا للمجلس الأعلى للإعلام، وهو صريح شفاف في تعامله مع وسائل الإعلام، يشهد لذلك مؤتمراته ولقاءاته مع الإعلاميين، ووسائل الإعلام، فالأمير نايف يتميز بالإنصات بدقة لسؤال السائل، أو حديث المتحدث ثم يجيب بكل شفافية ووضوح، ولذا كانت لقاءاته مع وسائل الإعلام من أهم اللقاءات التي تبرزها وسائل الإعلام، وتعتمد عليها في معرفة سياسة المملكة تجاه الموضوع المسؤول عنه. الأمير نايف جابه تهريب المخدرات للمملكة بسياسة صارمة أدّت دورها بنجاح يتمثل في اكتشاف الكميات الكبيرة من المخدرات التي عمل مهربو تلك السموم على إدخالها إلى المملكة، وهي تساوي سياسته في العناية بالأمن الفكري، فإذا دمرت المخدرات العقول فإن ذلك تدمير لتنمية الإنسان، وقت أثمرت تلك السياسة ثمارًا جيدة بالرغم من قوة المجرمين في تهريب المخدرات، وانتشارها بين الشباب الذين هم عماد ثروة الوطن. كل من كتب أو سيكتب عن سمو ولي العهد ستتمثل أمامه شخصيته في حكيم السياسة، وسياسة الحكيم، ومَن مَلَكَ الحكمة مَلَكَ مفاتيح النجاح، وفقه الله، وسدد على طريق الخير خطاه.