فصلت المجتمعات الغربية والشرقية الدين عن الدولة، فيجب علينا أن نحمد الله عز وجل أن وفّق هذه الدولة أن يكون أساس منهاجها مستمد من الشريعة الإسلامية. ولكن مع ذلك تظل المعاملات الإنسانية في المجتمع شيء لا نستطيع أن ندمجه في قوانين أو أنظمة معينة، فمن يستطيع أن يُحاسب «الغرور» أو «الكبرياء»، فهو أخطر داء وأعظم إثم يحول دون دخول من كان في قلبه ذرة من ذلك دخول الجنة. وللأسف الشديد يقع الكثير الكثير فيه بعلم أو بدون علم. يقول الله عز وجل: «الكبرياء ردائي والعظمة إزاري، فمن نازعني واحداً منهما قصفته في النار». يجب أن تكون لنا وقفة مع هذا الحديث القدسي العظيم الذي يرفع راية الحرب على العنصرية والطبقية والطائفية والعنجهية. لقد أتى الإسلام والذي هو أساس حكمنا ليلغي الفروقات ويجعل الناس سواسية وأنه لا فرق بين عربي ولا أعجمي إلا بالتقوى. جعل من العبد بلال أول مؤذن ووزيراً فيما بعد ذلك. للأسف المعاملات بيننا وبين بعضنا في المجتمع لا تُمثِّل ديننا العظيم من الدفع بالتي أحسن، والتواضع والإحسان. نرى معاناة الكثير من العمالة، مثلاً نرى كثيرين ممَّن يتكبّرون عليهم، ناسون أنهم ونحن سواسية، خُلقنا من طينٍ واحد، ولكن قُدِّر لهم أن تكون أرزاقهم على ما هي عليه، وأن نكون نحن سبباً لرزقهم، وامتحنّا الله عز وجل فيهم، فهل نراعي حقوقهم..؟! ناهيك عن معاملات أبناء وطننا الواحد بينهم وبين بعضهم، من سوء ظن في النوايا وكبرياء لمالٍ أو جاه أو علم. عندما يقول ملك: أنا منكم، أعينوني يجب أن نتعلم منه.. وعندما يقول: إننا شعب مسلم لا ينبغي أن نُصنّف بعضنا البعض، فقد أكد الحكم بالعدل والمساواة.. وعندما يقول: إن المرأة أمه وأخته وزوجته، يجب أن نسمع له.. عندما يُؤسِّس هيئة لمحاربة الفساد، يجب أن نتبعه على مستوى الأفراد.. وعندما يبتسم لنا، يجب أن نبتسم لغيرنا.. وعندما يفتخر ملك ويُسمِّي نفسه «خادم» للحرمين الشريفين، يجب أن يكون قدوتنا بلا شك.