* في هذا الزمن لا مكان للكذب، لا مكان للتخفي لا مكان للخداع، ويخطئ من يعتقد أن بإمكانه أن يضحك على غيره، بينما هو يُضحِّك الناس عليه، لأن «كله مكشوف»، وهي ليست سوى ثواني بينك وبين العالم الذي باستطاعته مشاهدة ما صنعت، فإن كان جميلًا كنت البطل، وإن كان سيئًا حاصرتك الإساءة، ولاحقتك الشتيمة، والمخيف في الحاضر أنه لم يرحم حتى الغبي، الذي ظن أنه يستطيع أن يصنع ما يشاء دون أن يراه أحد، وهو لا يدري بأن أفعاله تلك سوف تحمله في يدها بعيدًا عن عيونه لتجلب له العار ولغيره الخزي لأناس ذنبهم أنه ينتمي لهم، والحقيقة أن مثل هذه الأفعال هي بمثابة الهدية لأعدائنا الذين يتربصون بنا، وينتظرون اللحظة الحاسمة ليمارسوا أحقادهم ويملئوا الناس بالضغينة، أعتقد أن علينا أن نسعى جاهدين لمنع فوضى العبث لكي لا نترك لأحد فرصة للانقضاض علينا والهجوم على مكتسباتنا التي يفترض أن نحافظ عليها من خلال القانون العادل والحازم، والعقاب الصارم الذي لا يُفرِّق بين صغير وكبير، لنمنع بذلك ملامح العبث...!!! * رحم الله الماضي الذي ستر الخطأ ودس العيوب، أما اليوم فلا فرصة لأحد ولا مكان للتخفي، فالتقنية بالمرصاد لكل أحد، وبالصوت والصورة تصلك الأدلة ويصلك العابث الذي ظن أنه فارس الفرسان، وبطل الأبطال، ومضى يرمي بذاته في جهنم ويحرق بيديه ثيابه، التي كان عليه الحفاظ عليها لتحمي عورته وتحفظ عليه كرامته، وكلنا يرى ما جرى ويجري من خلال أدوات التواصل التي أخلصت جدًا في نقل الحقيقة التي كانت تضيع في المسافات، وكان فضحها أصعب من الصعب نفسه، بل وربما المستحيل، لكن اليوم فضحت التقنية الخطأ وقدمت اللصوص في هيئة مشوّهة، فهل نعي أن مهمتنا اليوم أصبحت أصعب بكثير من ذي قبل، وأن لا شيء ينجينا سوى الصدق والشفافية، وإعلام الآخر بكل ما يجري أيًا كان صغيرا أو كبيرا، لكيلا يُفسد الخطأ علينا أغلى وأثمن أمانينا الجميلة..!!! * (خاتمة الهمزة).. سقى الله أيام زمان، يوم كان اللص يستغل الليل ليركض بحرية، وكان القاتل يستغل الأرض ليواري فيها جريمته، يوم كانت الأخطاء تزحف خلسة لتصل للنخاع، تلك الأيام هي التي خلقت جيلًا من الكاذبين الذين يكتبون ليقتاتون مثل هؤلاء، وفي ظل الإعلام الجديد لا مكان لهم، هي خاتمة أمانيها أكبر من أن تموت في شراشف الليل والأخطاء الفادحة، ودمتم! [email protected]