* تؤلمني جدا حكاية ابتزاز الفتيات اليائسات من الفراغ والمقتولات حتى النخاع من عذابات البحث عن وظيفة، هذه المأساة التي تفرقت بين ذهاب وإياب وبين امتحانات وسهر وبين أمل كان يبزغ فوق ألواح الصدور ومن ثم يموت في مهده ومن ينسى الدراسة والسفر إلى القاعات والخوف من شبح الرسوب ومن يسقط من ذاكرته الدعوات بالنجاح كلنا يتذكر تلك الأيام التي ما تزال تنبض في دفاتر الأجساد، ومن العبث أن تنتهي كل تلك المتاعب إلى الفراغ وترمى في براميل الرقود وأجزم أن كل عاطلة وعاطل يحمل بين جنبيه بكائية اليوم الدراسي الأول، هي ذات البكائية التي رسمت في شرايين النهايات اليوم شرخا أكبر من أن يلتئم، هذا الجرح الذي دفع بالضحايا تجاه الموت على يد وحش لا علاقة له بالإنسانية ولا هم له سوى الغريزة والجريمة التي نفذها بفكرة شيطان وطبعها في هيئة إعلان عن وظائف فكانت الفكرة الجهنمية التي أوقعت مائة وسبع عشرة فتاة في فخ الابتزاز ، كان ذلك هو مضمون الخبر الصادم في عدد هذه الجريدة الصادر بتاريخ 4/5/1431ه . * هي مأساة حقيقية حين تكون الحاجة للعمل هي الدافع الأول للموت، ذلك لأن الجزع ومتطلبات الحياة تقتل من يعيشها لحظة والفراغ شعور لا يشفى ويفعل بك ما يشاء ويملؤك بالحقد والدونية وهو شعور يرمي بصاحبه في أحضان الشياطين وما حدث للفتيات على يد هذا الأرعن هو فعل قد يحدث لأي أحد يعيش مأساتهن مع البطالة والخوف من أن يكون الفعل أكبر حين يستغله أعداء هذا الوطن الحاقدون عليه وهؤلاء هم أكثر شراسة وقسوة ومن هذه الحكاية علينا أن نتحرك جاهدين باتجاه الحلول للبطالة التي حتما سوف تفتك بالخريجات والخريجين في يوم ما...!! ولأنها ببساطة أصبحت حكاية مخيفة على أمننا ومنجزاتنا أقولها لكل من يهمه الأمر آن الأوان لمباشرة القضية لكي لا تكون الطعنة أكبر والدليل هذا الرقم المخيف من خلال عملية غير مكلفة نفذها هذا الشيطان في هيئة إعلان أوقع هذا الكم الهائل من النساء في زمن قياسي أليست هذه حكاية مخيفة فعلا!!! * خاتمة الهمزة، هناك وزارات لا تعرف معاناة الأجيال منها الخدمة المدنية المسكونة بالشخير ووزارة العمل التي علقت البطالة حول رقاب الناس فشنق المواطن على يدها في أنحاء ال..و..ط..ن .....هذه خاتمتي ودمتم. [email protected]